أسباب زيادة الكولسترول و عوامل خطر زيادة الكولسترول
أسباب زيادة الكولسترول
تحدث زيادة الكولسترول نتيجة تأثير عدد من العوامل المختلفة كالعوامل المتعلقة بالغذاء ونمط الحياة والوراثة وفي حالات أقل شيوعا تتأثر مستويات الكولسترول أيضا لوجود مشكلة صحية معينة تؤثر في الكلى أو الغدة الدرقية أو الكبد
العادات غير الصحية
يعد اتباع نمط حياة غير صحي أحد أكثر الأسباب الشائعة التي تكمن وراء حدوث زيادة الكولسترول
التغذية السيئة
توجد العديد من أنواع الأطعمة التي قد تساهم في رفع مستويات الكولسترول في الجسم بدءا بالأطعمة التي تحتوي على الدهون التقابلية ويشمل ذلك المخبوزات التجارية كالرقائق وفشار الميكروويف والأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة كالمنتجات الحيوانية والأنواع التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكولسترول كاللحوم الحمراء ومشتقات الألبان كاملة الدسم والكلى والكبد والبيض وعلى الرغم من احتواء كل من الكلى والكبد والبيض على كميات عالية من الكولسترول إلا أن تأثيرها في مستويات كولسترول الدم يكون ضئيلا وما يستدعي الانتباه فعلا عند النظر إلى الأطعمة التي تساهم في رفع كولسترول الدم هو المجموع الكلي من الدهون المشبعة التي يحصل عليها الجسم من الأطعمة
قلة النشاط الجسدي
تساهم التمارين الرياضية في تعزيز مستويات الكولسترول الجيد المعروف باسم البروتين الدهني عالي الكثافة بالإنجليزية High density lipoprotein واختصارا HDL في الجسم كما أنها من ناحية أخرى تساعد على تقليل الضرر الناتج عن الكولسترول الضار الذي يطلق عليه اسم البروتين الدهني منخفض الكثافة بالإنجليزية Low density lipoprotein واختصارا LDL وذلك عن طريق زيادة حجم الجزيئات التي يتكون منها هذا النوع من الكولسترول
التدخين
توجد مجموعة من الأسباب التي تجعل التدخين إحدى العادات السيئة التي ينصح بتجنبها فبالإضافة إلى مضار التدخين جميعها فهو يساهم في خفض مستوى الكولسترول الجيد في الجسم كما أنه يتسبب في تلف الأوعية الدموية وبالتالي زيادة فرصة تجمع الترسبات الدهنية فيها
الجينات
تزداد مستويات الكولسترول في الدم أحيانا نتيجة وراثة جينات غير طبيعية من أحد الوالدين أو حتى الأجداد تحمل خللا على الكروموسوم رقم 19 وتكون هذه الجينات مسؤولة عن حدوث هذا الارتفاع ولا علاقة لنمط الحياة غير الصحي في حدوثه ويطلق على هذه المشكلة حيئذ فرط كولسترول الدم العائلي ويسفر عن الإصابة بفرط كولسترول الدم العائلي صعوبة تخلص الجسم من الكولسترول الضار الموجود في الدم وتعتمد شدة هذا الاضطراب على مستوى الكولسترول الضار في الدم ومدة تواجده فيه كما أنه يزيد من فرصة الإصابة بالتصلب العصيدي بالإنجليزية Atherosclerosis في سن مبكرة وهو ما يجعل من اضطراب فرط كولسترول الدم العائلي اضطرابا خطرا ويجدر بالذكر أن فرط كولسترول الدم العائلي يصف أحد أنواع ارتفاع الكولسترول التي تنتقل بين أفراد العائلة الواحدة بطريقة الصفة الصبغية الجسدية السائدة وهذا يعني أنه تلزم وراثة جين واحد فقط غير طبيعي من أحد الوالدين لوراثة المرض وفي حالات نادرة يرث الطفل جينات فرط كولسترول الدم العائلي من كلا الوالدين وعندها يكون ارتفاع مستوى الكولسترول شديدا كما تزداد خطورة الإصابة بالنوبة القلبية وأمراض القلب حتى في مرحلة الطفولة
الحالات الطبية
السمنة وزيادة الوزن
يجدر بالفرد الذي يعاني من الوزن الزائد استشارة فريق الرعاية الصحية حول إمكانية وضع خطة مناسبة تمكنه من تخفيف وزنه ليصبح ضمن المعدل الصحي والمناسب فقد تكون السمنة سببا للإصابة بالعديد من الأمراض مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب كما أنها قد تؤدي إلى زيادة كمية الكولسترول في الدم وذلك من خلال تقليل استجابة الجسم لتغيير نوع الدهنيات التي يتناولها الفرد وزيادة كمية الكولسترول الضار وثلاثي الغليسريد وخفض مستويات الكولسترول الجيد وتقليل كمية الكولسترول الضار التي يتخلص منها الجسم ليس ذلك فحسب فقد توقف السمنة العملية الطبيعية التي تركز على ضبط إنتاج الكولسترول الضار والتخلص منه بناء على نوع الدهون التي يتناولها الفرد ومن الجدير بالذكر أن تغيير نوع الطعام يؤثر بشكل ضئيل جدا في مستوى الكولسترول وإضافة إلى ذلك فقد وجد أن زيادة مقاومة الإنسولين تعد أمرا شائعا لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة وهذا من شأنه أن يحدث تغييرا في الإنزيمات التي يحتاجها الجسم للتعامل مع الكولسترول بالشكل الطبيعي
مرض السكري
أشارت الدراسات إلى وجود علاقة تربط بين مقاومة الإنسولين التي تحدث في حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والإصابة بأمراض الأوعية الدموية وتصلب الشرايين وعسر شحميات الدم السكري وفي بعض الحالات تتطور هذه الاضطرابات حتى قبل تشخيص الإصابة بمرض السكري ويعد عسر شحميات الدم السكري بالإنجليزية Dyslipidemia من الاضطرابات الشائعة التي قد ترافق مرضى السكري وتتمثل في حدوث اضطراب في مستوى دهنيات الدم كانخفاض مستوى الكولسترول الجيد وارتفاع مستوى كل من الكولسترول الضار وثلاثي الغليسريد وهذا ما يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية وتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية
حالات طبية أخرى
توجد العديد من المشاكل الصحية الأخرى التي ترافق حدوثها زيادة في مستوى كولسترول الدم كأمراض الكلى وفرط نشاط قشرة الكظرية وقصور الدرقية وإدمان الكحوليات وأمراض الكبد بما فيها تليف الكبد ومرض الكبد الدهني غير الكحولي فقد تساهم بعض هذه الاضطرابات في إبطاء عمليات الأيض في الجسم وبالتالي ضعف قدرته على معالجة الدهنيات والكولسترول فمثلا عند الإصابة بمرض الكبد أو إدمان الكحوليات فإن انخفاض كفاءة الكبد يرافقها انخفاض قدرة الجسم على أيض جميع أنواع الدهون المشبعة التي يحصل عليها الجسم من الطعام وانخفاض قدرته على أيض الكولسترول الذي ينتجه الجسم وفي هذه الحالة يتراكم الكولسترول في دم المصاب ومن ناحية أخرى تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية في طريقة الجسم بتحطيم وأيض ثلاثي الغليسريد والكولسترول لذا ينعكس تأثير ذلك مباشرة على مستويات الكولسترول في الدم أما بالنسبة للمصابين بفرط نشاط قشرة الكظرية فقد أظهرت الدراسات زيادة سمك جدار الشرايين الصغيرة في أجسادهم وقد يعزى ذلك إلى دور الكورتيزول في تحفيز نظام الرينين أنجيوتنسين والذي من المحتمل أن يساهم في حدوث هذه التغيرات الوعائية عن طريق زيادة دخول الكولسترول الضار في خلايا الأوعية الدموية
الأدوية
توجد العديد من الأدوية التي يتناولها الفرد لعلاج مشاكل صحية معينة قد تزيد من فرصة ارتفاع الكولسترول في الدم وعلى الرغم من ذلك يجب التأكيد على عدم التوقف عن أخذ أي من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب المختص فمن الممكن أن يتابع الطبيب فحوصات مستوى الدهنيات في الجسم والتأكد من حاجة المريض لتناول أنواع أخرى من الأدوية التي تساعد على ضبط مستويات الكولسترول أو ثلاثي الغليسريد في الدم بينما يكون استخدامه لهذه الأدوية آمنا وفيما يأتي بعض الأمثلة على الأدوية التي قد تزيد من فرصة حدوث زيادة الكولسترول
- مدرات البول مثل الثيازيد بالإنجليزية Thiazide والتي تستخدم في حالات ارتفاع ضغط الدم
- الستيرويدات مثل بريدنيزون بالإنجليزية Prednisone إذ تستخدم هذه الأدوية في علاج بعض الأمراض الالتهابية كالصدفية والذئبة
- مضادات الفيروسات القهقرية والتي تستخدم في علاج فيروس العوز المناعي البشري فهي قد تكون سببا في رفع مستوى الكولسترول وثلاثي الغليسريد في الدم
- أدوية مضادات اضطراب النظم مثل دواء أميودارون بالإنجليزية Amiodarone والذي يستخدم في علاج اضطراب النظم القلبي
- الأدوية المثبطة للمناعة مثل دواء سيكلوسبورين بالإنجليزية Cyclosporine وتاكروليمس بالإنجليزية Tacrolimus فهذه الأدوية تستخدم بعد زراعة العضو في الجسم لمنع رفضه أو في حالات علاج الأمراض الالتهابية كالصدفية
- حاصرات مستقبلات بيتا توصف هذه الأدوية عادة في حالات الشقيقة وارتفاع ضغط الدم والغلوكوما وعادة ما تكون سببا في ارتفاع مستوى ثلاثي الغليسريد وانخفاض مستوى الكولسترول الجيد
- العلاج باستخدام الهرمونات البديلة تعطى هذه العلاجات للمرأة بعد سن اليأس فهي تزيد من مستوى الهرمونات في الجسم وبما أن الجسم يستخدم الكولسترول لإنتاج الهرمونات كالتستوستيرون والإستروجين والكورتيزول فإن الخضوع للعلاج بالهرمونات البديلة يغني الجسم عن استخدام الكولسترول لتصنيع الهرمونات وبالتالي زيادة كمياته في الدم
عوامل خطر زيادة الكولسترول
توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر ارتفاع الكولسترول في الجسم ويمكن ذكر بعض منها فيما يأتي
- الجنس والعمر فعلى الرغم من أن ارتفاع الكولسترول عند صغار السن كالمراهقين والأطفال أمرا محتملا إلا أن فرصة ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم مع تقدم العمر تزداد عند كل من الرجال والنساء عند بلوغ عمر 60 65 عاما أما بالنسبة للنساء قبل سن اليأس فعادة ما يكون المجموع الكلي لمستويات الكولسترول لديهن أقل مقارنة بمستوياته عند الرجال من العمر نفسه وبعد سن الخمسين تصبح مستويات الكولسترول الكلية عند المرأة أكبر مقارنة بالرجل من العمر نفسه
- العرق فالأشخاص الذين ينتمون إلى العرق الأسود تكون مستويات الكولسترول الضار والجيد مرتفعة لديهم مقارنة بذوي العرق الأبيض
- الوراثة قد تكون فرصة معاناة الشخص من زيادة كولسترول الدم مرتفعة اعتمادا على الجينات الموجودة في العائلة فقد توصلت الدراسات الوراثية إلى أن معظم أفراد العائلة الأقارب لديهم مستويات الكولسترول الجيد والكولسترول الضار في الدم نفسها