الاستعداد لولادة قيصرية
الولادة القيصرية تعني توليد الجنين عن طريق عملية جراحية. يُلجأ لهذا الإجراء عندما يتعذر ولادة الطفل مهبليًا (طبيعيًا)، أو إذا كانت الولادة المهبلية خطر على صحة الأم أو الطفل، أو إذا كانت الأم قد أجرت ولادة قيصرية من قبل، أو إذا كانت الأم تفضّل الولادة القيصرية عن الطبيعية. إذا كنتِ تخططين لولادة قيصرية في موعد محدد سلفًا، أو كنتِ تريدين الاستعداد تحسبًا لاحتمال اللجوء إليها بشكل طارئ في أي وقت، فعليك أن تعرفي تفاصيل العملية، وتجري الاختبارات اللازمة، وتجهزي خطة الاستعداد للمستشفى مع طبيبك.
جزء 1 فهم العملية
التعرف على دواعي إجراء جراحة قيصرية. قد يوصي الطبيب باللجوء للولادة القيصرية بحسب طبيعة الحمل إذا كان هناك ما قد يؤثر على صحة الطفل. قد يوصَى بالجراحة القيصرية كإجراء وقائي إذا كان هناك أحد النقاط التالية: إذا كان لديكِ مرض مزمن مثل أمراض القلب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى. إذا كان لديكِ إصابة بفيروس hiv المسبب للإيدز أو مرض القوباء التناسلي (genital herpes) بشكل نشط. إذا كانت صحة الطفل في خطر بسبب مرض أو علة خلقية، أو إذا كان حجم الجنين أكبر من أن يمر من مجرى الولادة دون مشاكل. إذا كان وزنكِ زائدًا؛ لأنه قد يؤدي لمشاكل أخرى تستدعي الولادة القيصرية. إذا كان الجنين في وضع المجيء المقعدي، حيث يواجه مجرى الولادة بقدميه أو بمقعدته ولا يمكن إدارته. إذا كنتِ قد أجريتِ ولادة قيصرية لحمل سابق.
تعرّفي على كيفية إجراء الجراح للعملية. المفترض أن يوضّح لك مخطط العملية مسبقًا كي تتأهبي ذهنيًا. تمر معظم العمليات القيصرية عادةً بنفس الخطوات. في المستشفى، سيقوم العاملون بتنظيف منطقة البطن وتركيب قسطرة بولية، وكذلك جهاز وريدي لكي تتلقي المحاليل والعقاقير المطلوبة قبل وأثناء وبعد العملية. تُجرى أغلب الولادات القيصرية باستخدام مخدر ناحيّ يُذهِب الإحساس في الجزء السفلي من الجسم فقط. هذا يعني أنك ستكونين مستيقظة وستتوفر لك فرصة رؤية الطفل فور خروجه. المعتاد في هذه الحالة أن يُستخدم التخدير النصفي، حيث يُحقن المخدر في الكيس المحيط بالحبل الشوكي. إذا احتجتِ لجراحة قيصرية لسبب طارئ أثناء الولادة، فسيتم إعطائك تخدير كلي، وستكونين غائبة عن الوعي أثناء الولادة. سيُحدِث الجراح شقًّا بالعرض في جدار البطن قرب خط شعر العانة. وإذا كانت هناك حاجة طارئة لتوليد الطفل بسرعة، فسيقوم الجراح بفتح البطن طوليًا من تحت السرة إلى ما فوق عظم العانة. الخطوة التالية هي فتح الرحم. في 95% من الحالات، يكون الشق عرضيًا في الجزء السفلي من الرحم؛ لأن النسيج العضلي في هذا الجزء أنحف؛ فيكون النزيف منه أقل. إذا كان وضع الجنين داخل الرحم غير معتاد أو في مكان منخفض، فقد يفتح الجراح الرحم بشق طولي. بعد ذلك، يتم سحب الطفل وإخراجه من الشق الذي أُحدِث في الرحم. سيقوم الطبيب بالتشفيط للطفل لإخراج السائل السلوي (الأمنيوسي) من فمه وجهازه التنفسي، ثم يشبُك الحبل السري ويقصه. قد تشعرين بإحساس جذب إذ يسحب الجراح الطفل ويخرجه من الرحم. يقوم الجراح بعدها بإخراج المشيمة من الرحم، ويتأكد من سلامة أعضاء الجهاز التناسلي، ثم يخيط الشق ويغلقه. يمكنك عندئذٍ أن تتلقي طفلك وترضعيه في غرفة العمليات.
كوني على علم بالمخاطر المرتبطة بالعملية. يقرر بعض الأمهات أن يطلبن ولادة قيصرية، لكن المجمع الأمريكي لأطباء النساء والتوليد (acog) ينصح أن تخطط الأم مع الطبيب للولادة الطبيعية، ما لم يكن هناك داعٍ طبي للولادة القيصرية. ينبغي ألا تجرى الولادة القيصرية اختياريًا إلا بعد مناقشة جدية مع الطبيب حول العملية وتوضيح المخاطر المحتملة منها. الولادة القيصرية عملية جراحية كبرى، والنزيف فيها أكثر في العادة منه في الولادة الطبيعية، كما أن فترة النقاهة أطول كثيرًا (يومين أو ثلاثة في المستشفى). ولأنها عملية كبرى في البطن؛ يستغرق الشفاء الكامل حوالي ستة أسابيع. كذلك، تزيد الولادة القيصرية من احتمال حدوث مشاكل في الحمل مستقبلًا. قد يوصي الطبيب بالاستمرار في الولادات القيصرية في المستقبل تجنبًا لتمزق الرحم إذ قد ينفتح الرحم أثناء الولادة الطبيعية بطول شق الولادة القيصرية السابقة. مع ذلك، وبحسب مكان الولادة المخطط لها، وكذلك سبب إجراء الولادة القيصرية السابقة؛ قد يتسنى لبعض الحالات تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية. هناك كذلك مخاطر مرتبطة بالعملية الجراحية في حد ذاتها، مثل العقار المخدر الذي قد يؤدي لأعراض جانبية؛ كما يزداد احتمال التعرض لجلطات في أوعية الساقين أو في الأعضاء الموجودة في الحوض بسبب الجراحة القيصرية؛ وقد تحدث عدوى في مكان الجرح ويلتهب. قد تؤدي الولادة القيصرية لمشاكل لدى الوليد مثل مشاكل التنفس كتسرع التنفس المؤقت حيث يزيد معدل تنفس الطفل عن الطبيعي في الأيام الأولى؛ وقد تسبب الولادات القيصرية المبكرة (قبل مرور 39 أسبوع على الحمل) في زيادة احتمال حدوث مشاكل التنفس عند الطفل. قد يصاب الطفل أيضًا أثناء التوليد، كأن يُقطع جلده بالخطأ أثناء الجراحة.
تعرّفي على المنافع الممكنة للعملية. يسمح لك اختيار الولادة القيصرية مسبقًا بالتخطيط للولادة، والتحكم أكثر في موعدها، وتوقُّع أمور الولادة نوعًا ما. مقارنةً بالولادة القيصرية الطارئة، تحمل الولادة القيصرية المخطط لها خطر أقل من المضاعفات كالعدوى، كما لا يعاني كثير من الأمهات من أعراض جانبية للتخدير، أو جرح غير مقصود لأعضاء البطن. كذلك، تتجنب الولادة القيصرية تضرر قاع الحوض من الولادة، وهو ما قد يؤدي لمشاكل في الأمعاء. إذا كان حجم الطفل كبيرًا جدًا أو لديه عملقة جنينية، أو إذا كنتِ حاملًا في توأمين أو أكثر، فقد يوصي الطبيب بالجراحة القيصرية باعتبارها الأكثر أمنًا. تقلل كذلك الولادة القيصرية من احتمال نقل عدوى أو فيروس إلى الطفل.
جزء 2 التخطيط للولادة القيصرية مع الطبيب
أجري الاختبارات الطبية اللازمة. سيوصي الطبيب على الأرجح بإجراء بعض تحاليل الدم لإعدادك للعملية. هذه الاختبارات تعطي الطبيب معلومات مهمة مثل فصيلة الدم ومستوى الهيموجلوبين، وهذان ضروريان إذا حدث أن احتجتِ لنقل دم أثناء العملية. عليك كذلك إعلام الطبيب بأية أدوية تتعاطينها، تحسبًا لأن يسبب هذا الدواء أية مشاكل في العملية. قد ينصح الطبيب بأن تتكلمي مع طبيب التخدير لاستبعاد أية حالة طبية لديك قد تزيد من احتمال حدوث مضاعفات أثناء التخدير.
حددا موعد العملية. سينصح الطبيب بالموعد الأفضل لإجراء العملية بناءً على وضعك الطبي وكذلك حالة الجنين. تختار بعض الأمهات أن تجرى الولادة عند مرور 39 أسبوع بناءً على نصيحة الطبيب. إذا كان الحمل في حالة جيدة، فقد يقترح الطبيب موعدًا أقرب لموعد الولادة الطبيعية. عند تحديد الموعد عليك تدوينه في خطة الولادة الخاصة بك، وإنهاء المعاملات الورقية مع المستشفى مسبقًا.
اعلمي ما المنتظر أثناء ليلة العملية. ينبغي أن يراجع معك الطبيب خطة الليلة السابقة للعملية، لأنه لا يُسمح فيها بالأكل أو الشرب أو التدخين بعد منتصف الليل. هذا يشمل أيضًا أية قطعة أكل صغيرة كالحلوى أو العلكة، وكذلك الماء. حاولي أن تنالي قسطًا كافيًا من النوم في تلك الليلة. يستحسن أن تستحمي قبل الذهاب للمستشفى، لكن لا تحلقي شعر العانة؛ لأن ذلك يزيد من احتمال العدوى. قد يقوم فريق التمريض بحلاقة منطقة البطن والعانة في المستشفى إذا دعت الحاجة. إذا كان لديك نقص حديد، فقد يوصي الطبيب بزيادة تناول الحديد من خلال الأطعمة الغنية به والمكملات الغذائية. وراء ذلك أن الولادة القيصرية عملية كبرى وستفقدين فيها دمًا ولذلك سيساعدك رفع مستوى الحديد على التعافي.
قرري من سيرافقك داخل غرفة العمليات. عليك أثناء التخطيط للولادة أن تحرصي أن يعرف زوجك أو من سيتواجد معك ماذا عليه أن يتوقع قبل وأثناء وبعد العملية. حددي كذلك ما إذا كان مرافقك سيكون موجودًا أثناء التوليد وما إذا كان سينتظر معك أنت والطفل بعد العملية. تسمح كثير من المستشفيات بأن يجلس مرافقك جوارك أثناء العملية وأن يلتقط الصور. يُنتظَر كذلك أن يسمح الجراح بتواجد شخص واحد على الأقل لدعمك في الغرفة أثناء التوليد.
جزء 3 التعافي من الولادة القيصرية
خططي للبقاء للنقاهة في المستشفى ليومين أو ثلاثة على الأقل. عندما يبدأ تأثير المخدر في الزوال، سيعطونك مسكنًا للألم وقد يكون ضبط جرعته وريديًا متروكًا لك. سيشجعك الطبيب على القيام والتمشّي بعد العملية بفترة بسيطة؛ لأن لهذا أن يساعد على سرعة الشفاء ويساعد على منع حدوث الإمساك والجلطات. سيتابع الفريق الطبي كذلك جرح العملية تحسبًا لحدوث عدوى، وكذلك معدل دخول السوائل جسدك وفعالية عمل المثانة والأمعاء. ينبغي أن تبدأي الرضاعة فور أن تجدي في نفسك القدرة على ذلك؛ لأن تلامس الجلد مع الجلد، والرضاعة الطبيعية مهمان للترابط بينك وبين طفلك.
اسألي طبيبك عن مسكنات الألم والرعاية المنزلية. قبل أن تغادري المستشفى، يفترض أن يحدد لك الطبيب الأدوية التي يمكن تعاطيها لتسكين الألم، وكذلك الخطوات الوقائية التي قد تحتاجين اتخاذها مثل التطعيمات. يجب أن تكون التطعيمات مكتملة وفي موعدها للحفاظ على صحتك وصحة طفلك. انتبهي إلى أنك إذا كنت ترضعين طبيعيًا، سيكون عليك أن تتجنبي الأدوية أو أن تسألي الطبيب أيها آمن عليك وعلى الطفل. ينبغي أن يشرح لك الطبيب عملية "نكوص الرحم"؛ أي ارتداده إلى حجم ما قبل الحمل، وكذلك إفرازات النفاس المعروفة بالهُلابة أو "الخلاصة". سيكون هناك نزيف أحمر قاني غزير نوعًا في الأيام الأولى ويستمر النزف حتى ستة أسابيع. ستحتاجين لارتداء فوط صحية عالية الامتصاص، وقد توفرها لك المستشفى بعد الولادة. لا تستعملي السدادة القطنية (التامبون).
اعتني بنفسك وبطفلك إذ تستردين صحتك في البيت. قد تحتاجين لشهر أو اثنين حتى تتعافي من الولادة القيصرية؛ ولذلك تمهلي وحددي نشاطك البدني. لا تحملي أي شيء أثقل من وزن طفلك، ولا تقومي بأعمال المنزل. قيسي نشاطك بدم الهلابة: سيزيد النزف إذا كنت تقومين بنشاط زائد. مع الوقت سيتحول الدم إلى اللون الوردي الفاتح أو الأحمر القاتم إلى الأصفر أو للون خفيف. لا تستعملي السدادات القطنية أو الدش المهبلي قبل أن يتوقف نزف الهلابة. لا تمارسي العلاقة الجنسية قبل أن يقول الطبيب أنها آمنة. اشربي من المياه كميات تكفي حاجة جسمك، وكلي أكلًا صحيًا متوازنًا. سيساعد هذا على تعافي جسمك ومنع الغازات والإمساك. عليك إبقاء حاجيات غيار الطفل والرضاعة بجانبك حتى لا تضطرين للقيام كثيرًا. تنبهي دائمًا لارتفاع درجة الحرارة أو آلام البطن؛ فهاتان قد تكونا علامتين على الإصابة بعدوى. إذا حدث ذلك، أخبري طبيبك.