الملاريا و كيفية انتقال الملاريا و الوقاية من الملاريا

صورة: الملاريا و كيفية انتقال الملاريا و الوقاية من الملاريا

الملاريا

أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بالإنجليزية Centers for Disease Control and Prevention CDC إلى أن حالات الإصابة بالملاريا بالإنجليزية Malaria تتركز في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وفي الحقيقة تحمل إفريقيا السوداء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى معظم العبء العالمي في الإصابة بالملاريا ويصاب الشخص بالملاريا بعد تعرضه لطفيليات البلازموديوم والتي تعرف أيضا بالمتصورة بالإنجليزية Plasmodium parasite وتعد فئة الأطفال دون الخمس سنوات والنساء الحوامل والمصابون بالإيدز والمسافرون دائمو التنقل من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالملاريا والمعاناة من أعراض شديدة

كيفية انتقال الملاريا

في الحقيقة تعد أنثى بعوضة الأنوفليس بالإنجليزية Anopheles الناقل الوحيد للملاريا وتبدأ مسيرة انتقال الملاريا عند لدغ البعوضة لشخص مصاب بالملاريا وامتصاصها لدمه المحتوي على الطفيلي المسؤول عن الإصابة بالملاريا الذي ينتقل بدوره إلى لعاب البعوضة وعند احتياجها لوجبة أخرى من الدماء ينتقل الطفيلي أيضا إلى دم الشخص الذي سيتعرض للدغ ويترتب على مكوث طفيلي الملاريا في كريات الدم الحمراء للشخص المصاب سهولة انتقاله للآخرين من خلال نقل الدم وزراعة الأعضاء واستخدام حقن ملوثة بدماء المصاب كما قد ينتقل من الأم الحامل إلى جنينها ويعتمد انتقال الملاريا على عدة عوامل منها

  • نوع الناقل هناك أنواع عديدة من بعوض الأنوفليس إلا أنها ليست جميعها على ذات القدر من الأهمية في نقل الملاريا فبعوض الأنوفليس الإفريقي مثلا يفضل لدغ الإنسان على الحيوانات ويعيش لفترة طويلة كافية لتطور الطفيلي المسؤول عن الإصابة بالملاريا في جسده ولعل هذا المسبب الرئيسي لكون المناطق الأفريقية الأكثر وباء بالملاريا
  • نوع الطفيلي المسبب للإصابة توجد خمسة أنواع قادرة على نقل الملاريا للإنسان من طفيليات البلازموديوم وتعد المتصورة المنجلية بالإنجليزية Plasmodium falciparum والتي تنتشر في إفريقيا مسؤولة عن معظم الوفيات الناتجة عن الإصابة بالملاريا على الصعيد العالمي بالإضافة إلى المتصورة النشيطة بالإنجليزية Plasmodium vivax التي تنتشر خارج إفريقيا السوداء
  • المناخ حيث تؤثر طبيعة المناخ السائد في المنطقة وما تتضمنه من درجات الرطوبة والحرارة وأنماط هطول المطر على أعداد البعوض وبقائه ففي الكثير من المناطق يعد انتقال المرض موسميا وتكون ذروته مباشرة بعد موسم هطول الأمطار
  • مناعة الإنسان حيث إن تعرض سكان المناطق المناطق الموبوءة من البالغين للملاريا على مدى عدة سنوات قد يقلل من حدة أعراض الإصابة بالمرض ويطور لديهم مناعة جزئية ضده إلا أنه لا يمنح وقاية كاملة من الإصابة به ولهذا يعد الأطفال والمسافرون لهذه المناطق أكثر عرضة لخطر الإصابة بالملاريا

الوقاية من الملاريا

في الحقيقة يمكن الوقاية من الملاريا من خلال اتباع الخطوات الوقائية الأربع الآتية

  • الوعي بخطر الإصابة حيث يزداد خطر التعرض للدغات بعوض الأنوفليس ليلا وتتباين خطورة الإصابة بالملاريا تبعا للمنطقة التي يقصدها المسافر من الدول الموبوءة بالملاريا فعلى سبيل المثال يعد المكوث في المناطق الريفية أكثر خطورة من البقاء في الفنادق الحضارية وبالرغم من هذا الاختلاف ينبغي أن يتخذ جميع المسافرين لهذه المناطق الاحتياطات اللازمة
  • الوقاية من اللدغ وذلك باتباع عدة إجراءات منها
    • استخدام طارد فعال للحشرات بحيث يتم رشه على الملابس والمناطق المكشوفة من الجلد ولعل ثنائي إيثيل تولوميد بالإنجليزية Diethyl toluamide الأكثر فعالية منها ومن خصائصه ما يلي
      • آمن حيث يمكن استخدامه للأطفال بعد بلوغهم الشهر الثاني من عمرهم وللمرضعات وخلال فترة الحمل
      • فترة الوقاية تتناسب مع تركيزه حيث يستمر مفعول ثنائي إيثيل تولوميد بتركيز 30 لمدة تصل إلى ست ساعات بينما يستمر مفعول ثنائي إيثيل تولوميد بتركيز 50 لمدة تصل إلى اثنتي عشرة ساعة
      • مهيج للبشرة الحساسة وفي هذه الحالة يلجأ لاستخدام الإيكاريدين بالإنجليزية Picaridin الذي يعد البديل الملائم لثنائي إيثيل تولوميد
    • استخدام الناموسية ويلجأ إليها عند المبيت في الخلاء أو في الغرف المكشوفة ولا بد من التأكد من عدم وجود أي ثقوب فيها ويتم استعمالها على النحو الآتي
      • استخدام شبكة طويلة على نحو كاف لتغطية جوانب السرير كافة مع تثبيت أطرافها بوضعها تحت الفراش
      • إشباع الشبكة بمبيد حشري مناسب مثل البيريثرويد بالإنجليزية Pyrethroid
    • اتباع إجراءات أخرى ومنها ما يلي
      • تغطية مساحة واسعة من الجسم بالثياب وبالأخص بعد غروب الشمس
      • النوم في غرف مكيفة الأمر الذي قد يقلل من احتمالية التعرض للدغ من خلال خفض درجة حرارة الغرفة
      • حجب ممرات دخول البعوضة مثل الشبابيك والأبواب وغيرها إلى غرف النوم باستخدام شبكات دقيقة
      • رش المبيد الحشري في الجو قبل الغسق واستخدام مرذاذ لأحد المبيدات الحشرية خلال الليل
  • استخدام الأدوية المضادة للملاريا تعمل الأدوية المضادة للملاريا على كبح دورة حياة الطفيلي المسبب للمرض في خلايا الدم مما يقي من الإصابة بالمرض وفي الحقيقة يعتمد الاختيار فيما بينها على وجهة الزيارة حيث يختلف نوع طفيل الملاريا السائد ومدى مقاومته لمضادات الملاريا بين منطقة جغرافية وأخرى ومن المضادات التي يمكن استخدامها الكلوروكين بالإنجليزية Chloroquine والدوكسيسايكلين بالإنجليزية Doxycycline والبروغوانيل بالإنجليزية Proguanil وفي عام 2012 أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام الأموياكوين بالإنجليزية Amodiaquine بالإضافة إلى سلفادوكسين بيرميثامين بالإنجليزية Sulfadoxine pyrimethamine لجميع الأطفال دون الخامسة من العمر في مواسم انتشار الملاريا على نحو شهري في مناطق الساحل الإفريقي
  • التشخيص العاجل فإذا أصيب الشخص بالحمى خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أشهر تقريبا من زيارته لأي منطقة موبوئة بالملاريا لا بد من اللجوء إلى استشارة طبية عاجلة