الوقاية من مرض السكر و الوقاية من سكري الحمل
الوقاية من مرض السكر
تختلف طرق الوقاية من مرض السكر تبعا لنوعه وذلك لوجود نوعين من مرض السكري النوع الأول والنوع الثاني وفي الحقيقة لا يوجد نهج أو استراتيجية معينة يمكن اتباعها للحد من تطور مرض السكري من النوع الأول أما بالنسبة للسكري من النوع الثاني فيمكن تأخير أو الحد من تطوره في حال وجود عوامل خطر تزيد احتمالية تطور الحالة بشكل كبير أو تزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري أو في حال وجود الشخص في مرحلة ما قبل السكري ويمكن تحقيق ذلك بتعديل أنماط الحياة بمعنى أن يقوم الشخص باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الأنشطة البدنية والحركة وتقليل الوزن في حال المعاناة من السمنة
اتباع نظام غذائي صحي
يساهم اتباع نظام غذائي صحي في الوقاية من الإصابة بالسكري حتى بين الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى تقليل وزنهم ويشار إلى أن الهدف من النظام الغذائي الصحي لا يتمحور حول تقليل الوزن بحد ذاته عند اتباعه من أولئك الذين يعانون من السمنة بل إنه يشكل عاملا مهما للوقاية من السكري وعليه يمكن القول بأن الحفاظ على نظام متوازن من شأنه تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يتبعون نظاما غير صحي فإنه من الجيد عند تحويلهم إلى النظام الصحي أن يتم البدء بالخطوات والتغييرات بشكل تدريجي وبشكل عام تتضمن الإرشادات المرتبطة بالنظام الغذائي ما يأتي
- تقليل حجم الوجبات وشرب الماء قبل تناول وجبات الطعام إذ إن هذه الإجراءات تساهم في تقليل كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الشخص من وجبات الطعام
- تناول الألياف بكميات وافرة ومن الجدير ذكره أن الألياف تتوفر في الفواكه والخضروات والفاصولياء والمكسرات والحبوب الكاملة
- تناول الحبوب الكاملة ويعتقد بأن الحبوب الكاملة ذات تأثير في الحفاظ على سكر الدم ضمن مستوياته الطبيعية والتقليل من احتمالية تطور مرض السكري وينصح الخبراء بأن يكون نصف كمية الحبوب التي يحصل عليها الشخص خلال يومه من الحبوب الكاملة ومن الجدير ذكره أن هناك العديد من المنتجات والأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة بما في ذلك أنواع عديدة من الخبز والمعكرونة ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال قائمة المكونات التي توضح على الملصق الخاص بالمنتج
- تقليل تناول الوجبات الجاهزة والأطعمة المصنعة ذلك أنها تكون غنية بالأملاح والدهون والسعرات الحرارية وينصح الشخص بأن يعتمد على طعام المنزل المعد من مكونات طازجة
ممارسة الأنشطة البدنية
ينصح بالحرص على ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية بشكل يومي لما لذلك من فوائد عدة من بينها الوقاية من السكري من النوع الثاني وتقليل الوزن وزيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين بما يساعد على التقليل من مقاومة الإنسولين والمساهمة في تمكين الجسم من التحكم بالجلوكوز بشكل أفضل وتعزيز جودة النوم وتحسين المزاج والتخفيف من أعراض الاكتئاب والحفاظ على صحة القلب وتعزيز تدفق الدم في الجسم وتحسين خصائص المرونة والقدرة على التحمل لدى الشخص وهناك العديد من أنواع الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية التي يمكن ممارستها والتي تلعب دورا في التقليل من تطور مرض السكري من النوع الثاني والتي نذكر منها ما يأتي
- التمارين الهوائية بما في ذلك المشي وركوب الدراجة الهوائية والسباحة والركض
- تمارين القوة باستخدام الأوزان أو مطاطة المقاومة
- تمارين التمدد أو المرونة مثل اليوغا أو البيلاتس
تنصح جمعية السكري الأميركية بالإنجليزية American Diabetes Association بممارسة الحركة والتمارين الرياضية لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا ولتحقيق أقصى فائدة يجب ممارسة الأنشطة الهوائية لما لا يقل عن نصف ساعة خلال المرة الواحدة بشكل يومي لمدة 5 أيام في الأسبوع ويمكن للشخص أيضا القيام بعدة نشاطات خلال يومه باستخدام مكتب الوقوف كما ينصح الشخص بوضع سيارته بعيدا عن موقع العمل والمشي تجاهه وبالنسبة للأشخاص الذين لا يمارسون التمارين الرياضية بشكل معتاد فينصح دائما باستشارة الطبيب قبل البدء بذلك للمرة الأولى بهدف مناقشة نواحي السلامة والخطورة ويجدر التنبيه إلى احتمالية حدوث انخفاض في مستويات سكر الدم أثناء ممارسة التمارين الرياضية وبناء على ذلك يجدر الانتباه إلى المؤشرات والأعراض التي قد ترتبط بانخفاض سكر الدم ولتلافي ذلك قد يتم اتباع طرق عدة بما يتناسب منها مع حالة الشخص ومن هذه الطرق تناول وجبات طعام صغيرة الحجم أثناء ممارسة التمارين لمدة طويلة أو تقليل جرعة الإنسولين الموصوفة للشخص
تقليل الوزن
إن المعاناة من زيادة الوزن خاصة في حال وجود كميات كبيرة من الدهون وتراكمها حول إلى منطقة البطن تلعب دورا في زيادة احتمالية تطور مقاومة الإنسولين وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى تطور السكري من النوع الثاني ولذلك ينصح بأن يكون استهلاك السعرات الحرارية اليومية أقل من تلك التي يحرقها الجسم كما تلعب كمية الطعام التي يتناولها الشخص دورا في السمنة وعليه فإن التحكم في الكميات يعتبر أمرا في غاية الأهمية حتى وإن كانت طبيعة الطعام صحية وحول دور تقليل الوزن في تحسين الصحية العامة والتقليل من احتمالية تطور النوع الثاني من السكري يشار إلى أن إحدى الدراسات الكبيرة التي تم إجراؤها توصلت إلى أن فقدان ما مقدراه 7 من وزن الجسم الأصلي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من شأنه تقليل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 60 تقريبا
أدوية الوقاية من مرض السكري
قد يصف الطبيب أنواعا معينة من الأدوية للأشخاص في مرحلة ما قبل السكري للحد من احتمالية تطور السكري لديهم ومن الجدير ذكره أن هذه الأدوية لا تعد بديلة عن التمارين الرياضية والنظام الغذائي وإنما تضاف إليها في حال لم تفلح هذه الإرشادات في تحقيق الأهداف المرجوة ومن هذه الأدوية الميتفورمين بالإنجليزية Metformin والأيكاربوس بالإنجليزية Acarbose وقد أثبتت الدراسات أن النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية تتفوق على الأدوية في الفعالية وتحسين الصحة كما أنها أقل تكلفة وذات آثار جانبية أقل
السيطرة على ضغط الدم
يساهم ضغط الدم المرتفع غير المسيطر عليه في إلحاق الضرر بنظام القلب والأوعية الدموية وزيادة احتمالية تطور مرض السكري ويمكن تحقيق السيطرة على ضغط الدم والحفاظ عليه ضمن المدى الطبيعي بممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي وتقليل الوزن الزائد والحفاظ على الوزن الصحي وقد يتطلب الأمر وصف العلاجات الدوائية في بعض الحالات
الخضوع للفحوصات الدورية
يجدر الخضوع لفحص السكر الصيامي بالإنجليزية Fasting Plasma Glucose واختبار الهيموغلوبين المتعسلن أو الغليكوزيلاتي بالإنجليزية Hemoglobin A1c Test بشكل سنوي على الأقل في حالات وجود خطر للإصابة بمرض السكري أو مقاومة الإنسولين وفي حال ملاحظة ارتفاع قيمها مع الوقت فيمكن اعتبار ذلك مؤشرا على مواجهة الجسم مشاكل في التعامل مع سكر الدم ومعالجته وهذا ما يتطلب قيام مقدم الرعاية الصحية بتوجيه المزيد من التوصيات المتعلقة بالأدوية وتعديل النظام الغذائي في سبيل تقليل خطر تطور السكري من النوع الثاني وبشكل عام توصي جمعية السكري الأميركية بالخضوع للفحوصات الروتينية للسكري من النوع الثاني بدءا من عمر 45 عاما خاصة إذا كان الشخص ذو وزن زائد فإذا ما كانت النتائج التي يتم الحصول عليها طبيعية فينصح بإعادة تكرار الفحوصات كل ثلاثة سنوات على الأقل أما إذا كانت النتائج على الحافة أو إذا كان الشخص في مرحلة ما قبل السكري فينصح بتكرار الخضوع لها مرة واحدة كل سنة على الأقل كما توصي الجمعية أيضا بالخضوع لفحوصات السكري لمن لم يبلغو 45 عاما بعد ويعانون من الوزن الزائد أو يملكون أي عوامل خطر أخرى مرتبطة بالإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب بما في ذلك نمط الحياة الخامل ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالنوع الثاني من السكري ووجود تاريخ مرضي للشخص للإصابة بسكر الحمل أو ارتفاع قيم ضغط الضغط بما يتجاوز 90/140 مليمتر زئبقي
إجراءات أخرى
هناك العديد من الإجراءات الأخرى التي ينصح باتباعها إلى جانب تلك الموضحة سابقا في سبيل تقليل احتمالية الإصابة بالسكري وفيما يأتي بيان ذلك
- تقليل التعرض للضغوط النفسية إذ إن الإجهاد والضغوط النفسية من شأنها التسبب بإطلاق عدة هرمونات ذات دور في رفع مستويات سكر الدم
- الحصول على قسط كاف من النوم إذ إن الحرمان من النوم لفترات طويلة أو أن النوم ذو الجودة المنخفضة من شأنه التسبب بزيادة خطر السمنة والإصابة بالسكري
- الإقلاع عن التدخين إذ إنه قد يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين وما يترتب على ذلك من احتمالية تطور السكري من النوع الثاني وفي الحالات التي يكون فيها الشخص مدخنا فيجدر به تحدي نفسه واتباع خطة ملائمة للإقلاع عن التدخين أما إذا كان غير مدخن فيجدر به عدم محاولة البدء بذلك وينصح بأن تتم المتابعة مع الطبيب خلال فترة الإقلاع عن التدخين لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحيث يمكن من التعامل مع المشاكل التي قد تظهر نتيجة ذلك بما يتضمن التشاور معه بشأن اكتساب الوزن الذي قد يحدث بعد الإقلاع
- الوقاية من الجفاف أشارت دراسة نشرتها مجلة رعاية مرضى السكري بالإنجليزية Diabetes Care عام 2011م إلى أن زيادة شرب الماء من شأنها تأخير أو الحد من ارتفاع سكر الدم وما يترتب عليه من تطور مرض السكري وحول تفاصيل هذه الدراسة فإن المشاركين فيها اللذين شربوا أكثر من لتر واحد من الماء بشكل يومي قل خطر تطور ارتفاع سكر الدم من جديد لديهم بنسبة 28 مقارنة بأولئك اللذين شربوا نصف لتر من الماء يوميا
- الكشف عن مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية يساهم ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات الكولسيترول الجيد في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والاوعية الدموية وعليه يجدر الخضوع لفحوصات الكشف عن مستويات الكوليسترول والدهون بشكل مستمر ويشار إلى أن المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية يبلغ 200 ملغرام/ديسيلتر أو أقل وتبلغ المستويات الطبيعية للكولسيترول الجيد المعروف بالبروتين الدهني عالي الكثافة للنساء 40 ملغرام/ديسيلتر أو أعلى وللرجال 50 ملغرام/ديسيلتر أو أعلى ومن الجدير ذكره إمكانية السيطرة على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية من خلال اتباع ذات النصائح الموضحة سابقا بما في ذلك الإقلاع عن التدخين وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3 مثل سمك السلمون والتونة والجوز وبذور الكتان وزيت فول الصويا كما ينصح أيضا بتناول الأطعمة الصحية بما في ذلك الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات
الوقاية من سكري الحمل
سكري الحمل بالإنجليزية Gestational diabetes هو نوع من مرض السكري الذي قد يصيب المرأة الحامل أثناء حملها ومع أنه لا يمكن منع حدوثه في بعض الحالات إلا أنه يمكن للمرأة الحامل اتباع العديد من الممارسات لتقليل خطر إصابتها به وفيما يأتي بيان هذه الممارسات
الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل
يجدر بالمرأة التي اتخذت قرارا بمحاولة إنجاب طفل محاولة الوصول والحفاظ على وزن صحي قبل حملها وعلى الرغم من أن معاناة المرأة من زيادة الوزن لا تعني بالضرورة الإصابة بسكري الحمل إلا أن ذلك يزيد من خطر الإصابة به
اتباع النظام الغذائي الصحيح
يمكن لاتباع نظام غذائي صحيح أن يساعد في منع الإصابة بسكري الحمل إذ يمكن بمساعدة الطبيب أو أخصائي التغذية اختيار الأطعمة التي قد تحافظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن نطاق صحي إضافة إلى تحديد الحصص المثالية التي يمكن تناولها من الأطعمة وتحديدا الكربوهيدرات وكذلك تحديد أوقات تناول الوجبات ويجدر بالمرأة الحد من تناول الحلوى إضافة إلى تضمين الألياف في غذائها والتي قد توجد في الخضروات والفواكه والخبز والحبوب الكاملة
ممارسة التمارين الرياضية
يمكن لممارسة المرأة للتمارين الرياضية متوسطة الشدة المعتدلة بعد استشارة الطبيب أن تساعد في منع الإصابة بسكري الحمل من خلال الحفاظ على توازن الجلوكوز في الدم ومن هذه التمارين المشي والسباحة واليوجا
ولمعرفة المزيد عن من طرق الوقاية من سكري الحمل يمكن قراءة المقال الآتي الوقاية من سكر الحمل
فيديو الوقاية من مرض السكر
نظرا لأن الوقاية خير من قنطار علاج كيف يمكن الوقاية من مرض السكر nbsp