بطانة الرحم و طبقات بطانة الرحم و تغيرات بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية

صورة: بطانة الرحم و طبقات بطانة الرحم و تغيرات بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية

بطانة الرحم

تعرف بطانة الرحم بالإنجليزية endometrium على أنها الغشاء الداخلي لتجويف الرحم وتتكون من مجموعة من الغدد المحاطة بالنسيج الخلوي الضام ويعد الرحم عضو عضلي أجوف يشبه في شكلة حبة الكمثرى ينتج البيوض التي تنتقل عبر قناة فالوب ليتم تخصيبها ثم تزرع نفسها في بطانة الرحم حيث تتمثل الوظيفة الأساسية للرحم بتغذية الجنين قبل الولادة ويقع الرحم في حوض الأنثى ما بين المثانة والمستقيم ويتكون من ثلاث طبقات وهن الغلالة المصلية للرحم بالإنجليزية perimetrium وهي الطبقة المصلية الخارجية للرحم وعضلة الرحم بالإنجليزية myometrium وهي الطبقة الوسطى في بطانة الرحم وبطانة الرحم بالإنجليزية endometrium وهي الغشاء الداخلي لجدار الرحم

طبقات بطانة الرحم

تتكون بطانة الرحم من الأنسجة المخاطية وتقسم إلى طبقتين ريئيسيتين وهما الطبقة القاعدية بالإنجليزية stratum basale وهي الطبقة التي تربط بطانة الرحم بعضلة الرحم حيث تدعم موقع البطانة داخل الرحم في المكان المخصص لها وتعرف الطبقة الثانية باسم الطبقة الوظيفية بالإنجليزية stratum functionalis وتتغير هذه الطبقة شهريا استجابة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم وهي المكان التي تزرع به البويضة المخصبة في حال حدوث الحمل ومن الجدير بالذكر أنه عند حدوث الدورة الشهرية يتم طرح ما يقارب ثلثي الطبقة الوظيفية وتبقى الطبقة القاعدية على حالها لتجديد بطانة الرحم للدورة التي تليها ويجب التنويه إلى أن التروية الدموية لبطانة الرحم تتم من قبل الشرايين القاعدية بالإنجليزية Basal Arteries والشرايين الحلزونية بالإنجليزية Spiral Artery

تغيرات بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية

تشير الدورة الشهرية بالإنجليزية Menstrual cycle إلى فترة نمو الرحم ولا سيما بطانة الرحم التي تنمو فيها البويضة المخصبة في حال وجودها وتستغرق الدورة الشهرية مدة تقدر ب28 يوما وفي بعض الحالات كل 21 يوما وقد تصل إلى 40 يوما في حالات أخرى وتمر بطانة الرحم بثلاث أطوار خلال الدورة الشهرية وهي طور الحيض بالإنجليزية Menstrual phase ويستمر هذا الطور من اليوم الأول إلى اليوم الخامس من الدورة الشهرية وطور التكاثر بالإنجليزية proliferative phase الذي يمتد من اليوم السادس ولغاية اليوم الرابع عشر من الدورة وهو الطور الثاني الطور الثالث وهو الطور الإفرازي بالإنجليزية secretory phase الذي يمتد من اليوم الخامس عشر إلى اليوم الثامن والعشرين للدورة الشهرية ويتميز كل طور بعلامات فسيولوجية تتحدد بمستويات هرموني الإستروجين بالإنجليزية Estrogen والبروجسترون بالإنجليزية progesterone التي يتم تصنيعهما وإفرازهما في المبيض ومن الجدير بالذكر أن النساء اللواتي تعرضن لانقطاع دورة الطمث والإناث اللواتي لم تحدث لديهن الدورة الشهرية بعد تبقى بطانة الرحم لديهن مستقرة وثابتة ولا تحدث لديهن تلك الأطوار

طور التكاثر

يبدأ هذا الطور من اليوم الأول لنزول الحيض وحتى الإباضة ويتجهز الرحم خلاله للحمل وتنتج المبايض خلال هذا الطور هرمون الإستروجين الذي يساهم في نمو بطانة الرحم ويزيد من سمكها لإعداد الرحم للحمل ومن الجدير بالذكر أن وجود هرمون الإستروجين بنسب أعلى من الطبيعي يؤدي إلى زيادة سمك بطانة الرحم أما في الحالات التي تنخفض فيها نسب الإستروجين بنسب أقل من الطبيعية فإن ذلك يؤدي إلى التقليل من سمك بطانة الرحم

الطور الإفرازي

تزيد إفرازات غدد بطانة الرحم في هذا الطور مما يهيئ بيئة مناسبة في الرحم لاستقبال الجنين في حال حدوث الإخصاب ويستمر هذا الطور لمدة ثلاثة عشر يوم ويتزامن مع تكوين ونمو الجسم الأصفر بالإنجليزية corpus luteum وخلال الطور الإفرازي أو كما يعرف بطور الإباضة الممتد من اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية لليوم الثامن والعشرين يحدث تمايز لبطانة الرحم نتيجة لتغير مستويات هرمون الإستروجين وتتشابك الشرايين المغذية مع الغدد الموجودة في بطانة الرحم وتعد الفترة ما بين اليوم العشرين إلى اليوم الثالث والعشرين والممتدة لغاية أربعة أيام هي الأيام التي يكون فيها احتمال زراعة الكيسة الأورمية بالإنجليزية blastocyte أعلى ما يمكن في الرحم وتسمى هذه المرحلة بفترة الإنغراس وفي حال عدم حدوث الحمل تهبط مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون ويساهم هذا الإنخفاض في مستوى البروجسترون إلى نزول الطمث

طور الحيض

ينهار الجسيم الأصفر في المبيض في هذا الطور في حال عدم حدوث الحمل وبالتالي تتدنى مستويات هرمون البروجسترون وتبعا لذلك تتوقف غدد بطانة الرحم عن الإفراز وتتقلص الشرايين الحلزونية المغذية لبطانة الرحم مما يسبب حدوث نقص في التروية للبطانة وتدمير الطبقة الوظيفية وهذا بدوره يؤدي إلى التخلص من الطبقة الوظيفية من بطانة الرحم من خلال الطمث وبداية دورة شهرية جديدة أما الطبقة القاعدية من بطانة الرحم لا تتأثر لأنها تتغذى بالشرايين المستقيمة ومن الجدير بالذكر أن دم الطمث يتكون من خلايا الطبقة الوظيفية لبطانة الرحم التي تم التخلص منها إضافة إلى الأوعية الدموية التي تحيط بغدد البطانة أما في حال حدوث الحمل تفرز المشيمة هرمون الحمل الذي يطلق عليه اسم موجهة الغدد التناسلية المشيمائية بالإنجليزية human chorionic gonadotropin hormone حيث يرسل اشارات للجسيم الأصفر للمحافظة على افراز هرمون البروجسترون الذي يساهم في بقاء بطانة الرحم

أمراض بطانة الرحم

تنمو بطانة الرحم في طريقة وبناء على منوال معين وفق ما سبق ذكره ولكن قد يطرأ تغييرات على نموها مما يسبب تعرضها لبعض من المشاكل التي سيتم طرح بعض منها فيما يأتي

بطانة الرحم المهاجرة

أو كما يطلق عليها مصطلح الانتباذ البطاني الرحمي بالإنجليزية endometriosis وهي حالة ينمو فيها نسيج شبيه بنسيج بطانة الرحم خارج الرحم غالبا ما يكون في المبيض أو قناة فالوب أو الأمعاء أو أماكن أخرى في منطقة الحوض وفي هذه الحالة لا يمكن التخلص من هذا النسيج عن طريق الطمث حيث يؤدي تراكم هذا النسيج والدم إلى حدوث التهابات وندب مختلفة مما يساهم في الشعور بألم في منطقة الحوض أما الدم المنحصر في المبيض فقد يتحول إلى أكياس حميدة تعرف باسم ورم الانتباذ الرحمي بالإنجليزية endometrioma وهي حالة لم يتم تحديد المسبب لها حتة الآن


ولمعرفة المزيد عن بطانة الرحم المهاجرة يمكن قراءة المقال الآتي ما هي بطانة الرحم المهاجرة

فرط تنسج بطانة الرحم

والذي يعرف أيضا باسم تضخم بطانة الرحم بالإنجليزية Endometrial Hyperplasia هو زيادة في نمو نسيج بطانة الرحم تسبب حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي ويوجد نوعان لهذا التضخم وهما تضخم البطانة النمطي بالإنجليزية Hyperplasia without atypia وتكون خلايا النسيج المتكونة طبيعية ولكنها تنمو بشكل كبير وقد يتوقف النمو من تلقاء نفسه أو يتطلب لعلاج أما النوع الثاني فهو تضخم البطانة اللانمطي بالإنجليزية Atypical hyperplasia وفي هذه الحالة تكون الخلايا الناتجة غير طبيعية وغالبا ما تتطور إلى سرطانية إذا لم يتم علاجها ومن الجدير بالذكر أن النساء في مرحلة انقطاع الطمث يكونن أكثر عرضة للإصابة بفرط تشنج بطانة الرحم وذلك تبعا للتغييرات في الهرمونات ودورات الحيض

ولمعرفة المزيد عن فرط تنسج بطانة الرحم يمكن قراءة المقال الآتي ماذا يعني سمك بطانة الرحم

سرطان بطانة الرحم

وهو إحدى أنواع السرطانات التي تصيب الرحم حيث تبدأ الإصابة به من بطانة الرحم وقد يطلق عليه سرطان الرحم وغالبا ما يتم الكشف عن هذا النوع من السرطانات في مراحله الأولى نتيجة للأعراض التي تترافق معه كالنزيف الدموي ما بين فترات الحيض أو نزيف دم في مرحلة انقطاع الطمث إضافة إلى ألم في منطقة الحوض

أمراض أخرى

يصيب بطانة الرحم العديد من الأمراض الأخرى التي سنتطرق لذكرها فيما يأتي

  • متلازمة آشرمان بالإنجليزية Asherman s Syndrome وهي من الأمراض المكتسبة التي تتمثل بوجود ندب في الرحم ويرافقها العديد من الأعراض مثل نزول دم خفيف أثناء دورة الحيض أو انقطاعها كليا كما أن المصابات به يعانن من صعوبة في الحمل
  • سليلة بطانة الرحم بالإنجليزية Endometrial Polyps وتعرف على أنها أورام حميدة صغيرة الجحم تنمو داخل التجويف الرحمي وتنشأ من بطانة الرحم نفسها وقد لا تسبب ظهور أي أعراض في الحالات التي تكون فيها هذه الأورام صغيرة الحجم أو في حال وجود ورم واحد فقط ولكن في حالات أخرى قد تسبب ظهور بعض الأعراض مثل النزيف وفترات حيض غير منتظمة
  • العضال الغدي بالإنجليزية Adenomyosis وهي حالة مرضية تحدث نتيجة نمو النسيج المبطن للرحم في جدار عضلات الرحم وحيث تنمو هذه الخلايا بصورة غير طبيعية ثم تخرج من الرحم بصورة دم الحيض مما يسبب غزارة بالطمث وشعور بآلام أثناء الدورة الشهرية


ولمعرفة المزيد عن أمراض بطانة الرحم يمكن قراءة المقال الآتي ما هي أمراض بطانة الرحم

فيديو عن بطانة الرحم

يتحدث الفيديو عن بطانة الرحم