حقيقة امكانية اختبار الحمل بمعجون الاسنان
أثار فيديو نشر منذ شهور عبر موقع التواصل الاجتماعي ” يوتيوب “، حالة من الجدل حول اختبار حمل منزلي يتم عن طريق معجون الأسنان، حيث يتم معرفة الحمل من عدمه كما يدعي الفيديو من خلال خلط البول بمعجون الأسنان، وبعد نشر هذا الفيديو تبارات المواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي كل في عرض بضاعته، والتي حملت أغلبها طرق طبيعية لمعرفة الحمل، أو وصفات منزلية لمعرفة حدوث الحمل، وغيرها من عناوين، لكن كان العنوان الأبرز والذي صاحبته ردود طبية كان إمكانية اختبار الحمل بمعجون الأسنان وهذه المقالة لتسعي لإيضاح صحة أو خطأ هذه الطريقة .
استقر طبياً تعريف الحمل بأنه التقاء خليتين نـُطفة حيوان منوي، وبويضة، وأنه إذا توفرت الظروف الملائمة لنمو الجنين الذي تخلق نتيجة اتقاء هاتين الخليتين، فسيخرج بعد مرور تسعة أشهر، وبالدقة بعد 39 إلى 40 أسبوعا، طفل إلى العالم الخارجي .
وتحدث للمرأة الحامل الكثير من التغييرات الجسدية والنفسية التي تنبئ بحدوث الحمل، إضافة لوجود العديد من الفحوصات البسيطة التي تتوفر في كافة الصيدليات، ومن خلالها يمكن معرفة حدوث حمل أم لا .
يعتمد اختبار الحمل على بدء إفراز هورمون الـ beta – hcg إلى الدورة الدموية عند المرأة مع بداية الحمل، والذي يخرج من الدورة الدموية إلى البول، وهو ما يسمح بمعرفة وجوده من خلال إجراء فحص للدم أو للبول .
يستند اختبار معجون الأسنان بمزج المعجون بالبول، وإذا كانت المرأة حامل، سيشكل المزيج رغوة، ويتحوّل لونه إلى اللون الأزرق .
يرتكز هذا ” الاختبار ” على جزئية علمية هي أن هرمون الـhcg مكون من أحماض أمينية، ويحتوى معجون الأسنان على مادة ” كربونات الكالسيوم ” وعند مزجهما تتشكل رغوة نتيجة حدوث تفاعل كيميائي بينهما .
ويصف المتخصصون هذا الاختبار بأنه مجرد هراء ليس له أي سند علمي حقيقي، وأن اختبارات الحمل الرخيصة والمتوفرة في الصيدليات تحدد نتيجة حدوث الحمل من عدمه بسهولة، وأن هذه الاختبارات هي المتفق عليها طبياً كمؤشر موثوق في صحة نتائجه، وإنه كلما كان مستوى الهرمون مرتفعاً في البول كانت مصداقية الاختبار أكثر دقة ومصداقية .
يفضل إجراء اختبار الحمل بعد إقامة علاقة جنسية دون استخدام وسائل الوقاية، أو في أعقاب تأخر الدورة الشهرية، وترجع أهمية معرفة المرأة بحملها مبكرًا حتي يكون لديها الفرصة الكافية لتغيير عاداتها وسلوكياتها مثل التوقف عن التدخين أو شرب الكحول .
و لا جدوى من إجراء اختبار الحمل في المنزل بشكل فورى بعد ممارسة الجنس أو بعدها بفترة قصيرة، إذ لا يمكن لجهاز فحص الحمل المنزلي أن يكشف عن حدوث الحمل بشكل فوري بعد إخصاب البويضة، لذلك فإن أي اختبار قادر على كشف حالات الحمل قبل يومين أو ثلاثة من حلول موعد الدورة الشهرية التالية .
تعتمد طريقة الفحص بغمس عصا الاختبار البلاستيكية في كأس مملوء ببول المرأة التي ترغب في معرفة الحمل، ثم الانتظار لعدة دقائق إلى حين الحصول على نتيجة الاختبار، حيث يظهر على العصا خط واحد أو خطين، الخط الأول الذي يظهر هو الخط الفاحص ، ويشير اٍلى عدم حصول الحمل، بينما ظهور خطان، فهذا يعني أن نتيجة الفحص إيجابية .
بعد الفحص تكون المرأة أمام نتيجتين أحدهما سلبية والاخرى إيجابية، وإذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، فمن الأفضل الانتظار لمدة يومين إضافيين وإجراء الاختبار مجددا، وإذا كانت النتيجة إيجابية من المهم أيضا مرور المزيد من الوقت بعد الإخصاب للتأكد من دقـّة نتيجة الاختبار، وبعدها يجب التوجه لطبيب النساء من أجل إجراء فحص دم للكشف عن الحمل، لتلقي النصائح والإرشادات الطبية حول تغيير نمط الحياة ومراقبة الحمل .