مضاعفات مرض السكري و الحد من تطور مضاعفات السكري
مضاعفات مرض السكري
توجد عدد من المضاعفات أو الأضرار الصحية التي تزيد احتمالية حدوثها لدى مرضى السكري بالإنجليزية Diabetes أو داء السكري أو مرض السكر أو البوال السكري ولابد من التأكيد على أن حدوث هذه المضاعفات ليس أمرا حتميا ويمكن للمصاب أن يحمي نفسه ويتبع بعض الإجراءات الوقايئة لتقليل خطر حدوث هذه المضاعفات وفي الحقيقة تقسم مضاعفات السكري إلى نوعين
- مضاعفات على المدى البعيد يتطلب تطورها مرور عدة سنوات من الإصابة بالمرض وارتفاع سكر الدم
- مضاعفات على المدى القصير بمعنى أنها تتطور بشكل مفاجئ أو خلال فترة لا تتجاوز بضعة أيام أو أسابيع وتمثل حالات حدوث فرط شديد أو انخفاض في قراءات السكر في الدم وتعالج هذه الحالات بشكل سريع نسبيا لإعادة السكر للمستوى المعتاد
المضاعفات قصيرة الأمد
من المضاعفات التي قد تظهر بعد الإصابة بمرض السكري بفترة قصيرة في حال عدم الالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها الطبيب ما يأتي
- أزمات فرط السكر في الدم يتطور هذا النوع من المضاعفات لدى بعض مرضى السكري خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز بضعة أيام أو أسابيع كما أسلفنا ويتمثل هذا النوع من المضاعفات بتعرض مريض السكري لعوامل تتسبب بفرط مستويات السكر في الدم دون التحكم بها بشكل فعال كما في حال إصابة مريض السكري بالعدوى بالإنجليزية Infection وعدم السيطرة عليها أو عدم الالتزام باستخدام علاجات السكري الدوائية ويجدر بالذكر أنه وعلى الرغم من أن هذا النوع من المضاعفات طارئ ويتطلب علاجا طبيا فوريا إلا أن العلاج الطبي يشفي منه ويزيل أعراضه بعد إعادة الانتظام لقراءات السكر وتقسم أزمات فرط السكر في الدم إلى النوعين التاليين
- الحماض الكيتوني السكري يحدث هذا النوع من أزمات فرط السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الأول في الغالب عند انخفاض مستوى الإنسولين في الدم بشكل كبير جدا أو مطلق ونظرا لعدم قدرة الخلايا على الاستفادة من السكر في الدم كمصدر للطاقة يتم تكسير الدهون للحصول منها على الطاقة وينتج عن ذلك مواد كيميائية تسمى الكيتونات التي تظهر في الدم والبول ويسبب ارتفاع مستوى الكيتونات زيادة حمضية الدم وهو ما يعرف باسم الحماض الكيتوني وتتضمن أعراض الحماض الكيتوني بالإنجليزية Ketoacidosis رائحة الفم التي تشبه رائحة الفاكهة وآلام البطن والغثيان والتقيؤ والتنفس السريع وفقدان الوعي في الحالات الشديدة فهي حالة صحية طارئة تتطلب المتابعة الطبية والعلاج الفوري
- متلازمة فرط الأسمولية السكري تؤثر متلازمة فرط الأسمولية السكري بالإنجليزية Hyperglycaemic hyperosmolar syndrome غالبا في مرضى السكري من النوع الثاني وما يحدث في هذه الحالة أن كمية الإنسولين في الجسم تنخفض بشكل كبير أيضا ولكن لا تنخفض لدرجة كافية لبدء استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة كما هو الحال في حالة الحماض الكيتوني ويؤدي هذا الانخفاض الحاصل في الإنسولين إلى ارتفاع مستوى السكر بشكل مفرط فيحاول الجسم التخلص من هذا السكر الزائد عن طريق التبول المتكرر مما يؤدي إلى جفاف الجسم والشعور الشديد بالعطش إضافة إلى التشوش الذهني الذي يعتبر علامة مميزة لمتلازمة فرط الأسمولية السكري وتتميز متلازمة فرط الأسمولية السكري بارتفاع مستوى السكر المفرط في الدم حيث تزيد مستويات السكر في الدم عن 600 ملغ/ديسيلتر إضافة إلى وصول أسمولالية الدم إلى 320 ميلي أسمول/كجم فأكثر وفقدان كبير جدا للسوائل من الجسم مع عدم زيادة حموضة الدم كما هو الحال في الحماض الكيتوني
- انخفاض سكر الدم في الحقيقة لا يعد هبوط السكر من المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض السكري بحد ذاته إنما من المشاكل التي قد تنجم عن علاج السكري وخاصة الإنسولين كما في حال استخدام جرعات مرتفعة من الإنسولين أو عدم تناول وجبات الطعام ومن أعراضه التعرق والجوع الشديد والرجفان وزغللة العينين وتسارع دقات القلب وينصح المصاب في حال الشعور بهذه الأعراض والشك باحتمالية هبوط سكر الدم لديه بتناول نوع من الأطعمة أو المشروبات السكرية سريعة الامتصاص مثل عصير محلى أو قطعة من الحلوى أو العسل أو السكر وبعد عودة قراءة السكر للوضع الطبيعي ينصح بتناول وجبة من الطعام للحفاظ على ثبات مستوى السكر في الدم
المضاعفات على المدى الطويل
تزيد الإصابة بمرض السكري المزمن من احتمالية تطور بعض المضاعفات والمشاكل الصحية على المدى الطويل حيث إن هذه المضاعفات قد تتطور بعد الإصابة بمرض السكري على مدى سنوات عديدة وتتعلق جميعها بالطريقة التي يؤثر فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم في الأوعية الدموية ويمكن القول أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يزيد من خطورة تلف الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة في الجسم ولكن المتابعة الطبية والسيطرة الفعالة على قراءات السكري والوعي الشمولي بأهم مضاعفاته وكيفية تقليل فرصة حدوثها ساهم بشكل كبير في الحد منها وفيما يلي سنتطرق لأبرز هذه المضاعفات
اعتلال الكلى
يعد اعتلال الكلية السكري بالإنجليزية Diabetic nephropathy أحد أنواع مرض الكلى المزمن ويعد أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى لدى المرضى الذين يغسلون الكلى وينتج اعتلال الكلية السكري عن ارتفاع مستويات السكر في الدم على مدى فترة طويلة والذي يسبب خللا في وظائف الكليتين حيث يبدأ الجسم في فقدان البروتين عن طريق البول ولا تستطيع الكليتان إزالة الفضلات من الدم كما أن الكلية لا تتمكن من الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم ومن الجدير بالذكر أن التدخين والتقدم في العمر والسمنة والالتهابات المزمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم تعد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال الكلية السكري ويمكن القول أن المصاب قد لا يلاحظ أي أعراض في المراحل المبكرة من اعتلال الكلية السكري وبمرور الوقت يمكن أن يتسبب تراكم المواد السامة في الجسم نتيجة التقدم في اعتلال الكلية السكري وفقدان وظيفة الكليتين بظهور الأعراض وتضم أعراض اعتلال الكلية السكري انتفاخ الكاحلين والقدمين والساقين أو اليدين بسبب احتباس الماء وقتامة لون البول وضيق التنفس والتعب بسبب نقص الأكسجين في الدم والغثيان أو التقيؤ والشعور بطعم معدني في الفم
الاعتلال العصبي
يعد اعتلال الأعصاب السكري بالإنجليزية Diabetic Neuropathy اضطرابا عصبيا يتطور عادة مع مرور فترة طويلة من الإصابة بالسكري وقد يتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بتعرض الألياف العصبية في أنحاء الجسم للضرر مما يؤثر في قدرة الأعصاب على نقل الإشارات العصبية إضافة إلى تقليل كمية الأكسجين التي يتم توفيرها للأعصاب مما يضعف من قدرتها على العمل بشكل صحيح ويقسم الاعتلال العصبي إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كما يلي
- اعتلال الأعصاب السكري اللاإرادي بالإنجليزية Autonomic diabetic neuropathy ويؤثر بشكل رئيسي في الجهاز الهضمي ويعاني المصاب بهذا النوع من الاعتلال من مجموعة متنوعة من الأعراض المعوية مثل الانتفاخ والغثيان والإمساك أو الإسهال ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الاعتلال العصبي قد يؤثر في الجهاز البولي والأعضاء التناسلية فيتسبب بضعف الانتصاب كما قد يؤثر في الأوعية الدموية فيتسبب بالدوخة عند النهوض بشكل سريع إضافة إلى تسارع نبضات القلب
- الاعتلال العصبي البؤري بالإنجليزية Focal neuropathy يؤثر هذا النوع بشكل رئيسي في الرأس والجذع والساقين وقد يسبب رؤية مزدوجة والشعور بالألم خلف عين واحدة والشعور بألم في جزء محدد وموضعي من الجسم
- الاعتلال العصبي المحيطي بالإنجليزية Peripheral neuropathy يؤثر هذا النوع من الاعتلال العصبي بشكل رئيسي في القدمين والساقين ويعاني المرضى من أعراض مثل الوخز والخدر والألم وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى فقدان كامل للشعور بالذراعين واليدين والرجلين والألم في العظام والمفاصل
- الاعتلال العصبي القريب بالإنجليزية Proximal neuropathy يؤثر هذا النوع في الفخذين والوركين والأرداف والساقين وعادة ما تظهر أعراضه على جانب واحد من الجسم حيث يسبب صعوبة في الوقوف بعد الجلوس لفترات طويلة وقد يتطلب الأمر من الفرد الحصول على المساعدة أثناء القيام بأنشطة يومية بسيطة
القدم السكري
تعد قدم السكري أكثر التهابات العظام والأنسجة الرخوة شيوعا لدى مرضى السكري ووفقا للإحصاءات المتعلقة بمرض السكري فإن معدل الإصابة بقدم السكري يبلغ حوالي 6 3 وفقا لدراسة من نوع مراجعة بحثية نشرت في مجلة Annals of Medicine عام 2019 ويمكن أن تتراوح مضاعفات قدم السكري من التهاب النسيج الخلوي إلى التهاب العظم والنقي المزمن وتجدر الإشارة وجود العديد من الإرشادات والنصائح الطبية التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالقدم السكرية والتي سنأتي على ذكرها لاحقا خلال المقال
ارتفاع ضغط الدم
يعد ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني جزءا من متلازمة التمثيل الغذائي وهي حالة تشمل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ويجدر القول أن كلا من ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يكون لهما بعض الأسباب الأساسية المشتركة فهما يشتركان في بعض عوامل الخطر كما أن كل منهما يسهم في تفاقم أعراض المرض الآخر ونظرا لأن ارتفاع مستوى السكر في الدم يسبب تلف الأوعية الدموية والكلى التي تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على ضغط الدم مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم ومن الجدير بالذكر أن مرض ارتفاع ضغط الدم يعد مرضا صامتا مما يعني أنه قد لا يسبب ظهور أعراض واضحة ومحددة تساعد في الكشف عنه
أمراض القلب
يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة مثل الذبحة الصدرية إضافة إلى النوبات القلبية وتصلب الشرايين
السكتة الدماغية
ينبغي القول أن مرض السكري يزيد من فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 1 5 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري ويجدر بالذكر أن السكتة الدماغية بالإنجليزية Stroke تتسبب بانقطاع إمداد الدم إلى جزء من الدماغ بشكل مفاجئ مما قد يؤدي إلى تلف في ذلك الجزء المتأثر وتضم الأعراض المحتملة للسكتة الدماغية الشعور بالضعف أو التنميل على جانب واحد من الجسم والشعور بالارتباك المفاجئ أو مشاكل في الفهم وصعوبة الكلام والدوخة وفقدان التوازن وصعوبة المشي ومشاكل في الرؤية بعين واحدة أو كلتا العينين والرؤية المزدوجة والصداع الشديد
مشاكل العيون
يزيد مرض السكري من خطر اعتلال الشبكية حيث ينتج اعتلال الشبكية السكري بالإنجليزية Diabetic retinopathy عن تأثير المرض في الأوعية الدموية الصغيرة لشبكية العين مما قد يؤدي لترشيح السوائل من هذه الأوعية الدموية أو نزفها ومن مضاعفات العيون الأخرى التي يزيد خطر الإصابة بها لدى مرضى السكري وذمة البقعة الصفراء بالإنجليزية Diabetic retinopathy التي تنتج عن انتفاخ منطقة في شبكية العين تعرف بالبقعة والجلوكوما أو المياه الزرقاء بالإنجليزية Glaucoma التي ترتبط بحدوث تلف في العصب البصري إضافة إلى الساد أو المياه البيضاء بالإنجليزية Cataract الذي يتمثل باعتمام عدسة العين
ولمعرفة المزيد عن اعتلال الشبكية السكري يمكن قراءة المقال الآتي اعتلال الشبكية السكري
اعتلال الشرايين المحيطية
يزيد مرض السكري من احتمالية الإصابة باعتلال الشرايين المحيطية بالإنجليزية Peripheral arterial disease كأحد المضاعفات على المدى البعيد ويسبب اعتلال الشرايين المحيطية تقيد تدفق الدم في الأوعية الدموية وتحديدا الشرايين في الذراعين أو الساقين أو أجزاء أخرى من الجسم وتظهر علامات وأعراض اعتلال الشرايين المحيطية بشكل تدريجي وتحدث بشكل شائع في الساقين أكثر من الذراعين نظرا لبعد الأوعية الدموية في الساقين عن القلب وتضم أعراض اعتلال الشرايين المحيطية الشعور بالآلام أو التشنجات أثناء المشي وقد يشعر بها المريض في منطقة الأرداف وبطة الساق والفخذ والورك وتتطور هذه الأوجاع عندما يمشي المريض بسرعة أو لمسافات طويلة وتختفي عادة مع الراحة ومع تقدم المرض قد يستمر الألم والتعب في الساق حتى أثناء الراحة وتتضمن الأعراض الأخرى شحوب لون الساقين أو تحول لونهما إلى الأزرق أو الاحمر وتساقط شعر الساقين وبرودة الجلد وترقق جلد الساقين والقدمين أو لمعانه وبطء التئام الجروح والقروح والشعور بحرقة أو خدر في أصابع القدم وزيادة سمك الأظافر وبطء النبض أو غيابه في القدمين وضمور العضلات وخدرها
المضاعفات الجلدية
يعد مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتحديدا عدوى القدم والعدوى الفطرية وعدوى المسالك البولية نظرا لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يضعف دفاعات الجهاز المناعي للمريض وتضم المضاعفات الجلدية لدى مرضى السكري ما يلي
- عدوى الجلد يزيد مرض السكري من فرصة الإصابة بعدوى الجلد الذي يسبب ظهور العلامات والأعراض التالية سخونة الجلد والشعور بالألم والطفح الجلدي والحكة والبثور الصغيرة في بعض الأحيان أو ظهور إفرازات بيضاء تشبه الجبن ويمكن أن تحدث العدوى الجلدية في أي منطقة من الجسم بما في ذلك بين أصابع القدمين وحول واحد أو أكثر من الأظافر وفروة الرأس
- تصلب الجلد تسبب هذه الحالة زيادة سمك الجلد على ظهر اليدين وصعوبة تحريك الأصابع كما قد تمتد مشكلة البشرة القاسية والسميكة والمنتفخة لتظهر على الذراعين والساعدين والجزء العلوي من الظهر والكتفين والعنق وفي بعض الأحيان قد ينتشر الجلد السميك على الوجه والكتفين والصدر وفي حالات نادرة يمكن أن يظهر الجلد السميك فوق الركبتين أو الكاحلين أو المرفقين مما يجعل من الصعب مد الأطراف وتحريكها أو ثنيها
- بقع شين تسبب هذه الحالة ظهور بقع وأحيانا خطوط على الجلد وخاصة الساقين وتعرف هذه الحالة أيضا باعتلال الجلد السكري بالإنجليزية Diabetic dermopathy وفي حالات نادرة قد تظهر هذه البقع على الذراعين أو الفخذين أو الجذع أو أي مناطق أخرى من الجسم وفي الغالب تكون البقع بنية ولا تسبب أي أعراض وتبدأ هذه البقع والخطوط في التلاشي بعد 18 24 شهرا في العادة إلا أنها في بعض الحالات قد تستمر مدى الحياة
مشاكل السمع
ينبغي القول أن الدراسات العلمية حول العلاقة بين مرض السكري وتأثيره في حاسة السمع لا تزال محدودة إلا أن الاذن لديها شبكة غنية من الأوعية الدموية التي قد تتاثر سلبا بارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة طويلة ومن الجدير بالذكر أن الأوعية الدموية للقوقعة في الأذن تتشابه بشكل كبير من حيث البنية التشريحية والفسيولوجية مع تلك الموجودة في الكلية مما يشير إلى إمكانية تأثر حاسة السمع وضعفها بنفس الطريقة التي يسبب فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم الإصابة بالفشل الكلوي المزمن نتيجة اعتلال الأوعية الدموية في الكلى
مشاكل الفم واللثة
يزيد مرض السكري غير المسيطر عليه من خطر الإصابة بالتهاب اللثة الذي يعد سببا رئيسيا لفقدان الأسنان ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
مرض ألزهايمر
لا يعرف الأطباء حتى الآن أسباب مرض ألزهايمر أو الكيفية التي يزيد من خلالها مرض السكري من فرصة الإصابة بالزهايمر إلا أنالأبحاث تشير إلى أن نسبة السكر العالية في الدم تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر بعدة طرق منها أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية مما يؤذي القلب والأوعية الدموية في الدماغ ويسبب تلفها كما أن الدماغ يعتمد على العديد منالمواد الكيميائية والتي قد يختل توازنها بسبب زيادة الإنسولين مما يحفز الإصابة بمرض ألزهايمر وأخيرا فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم يسبب الالتهابات مما قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ ويزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر
خطر الإصابة بالاكتئاب
أظهرت دراسة نشرت في مجلة أرشيفات الطب الباطني رفيعة المستوى بالإنجليزية Archives of Internal Medicine عام 2010 أن الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري كما أن السكري يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب وقد قام الباحثون بتفسير النتائج بالنظر إلى أن التوتر يعد عاملا يزيد من خطر الإصابة بالسكري والاكتئاب كما أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات مرتفعة من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول مما يؤدي إلى مشاكل في استقلاب السكر في الدم وزيادة مقاومة الإنسولين وتراكم دهون البطن مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري أما عن زيادة خطر الاصابة بالاكتئاب لدى مرضى السكري فإن التوتر طويل الأمد والضغط المرتبط بعلاج مرض السكري مثل السيطرة على نسبة السكر في الدم وعلاج المضاعفات قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة وزيادة احتمال الإصابة بالاكتئاب كما أن التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة والحاجة إلى أخذ الحقن يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والاكتئاب لدى مرضى السكري
الحد من تطور مضاعفات السكري
بعد التطرق للمضاعفات الصحية التي يزيد مرض السكري من احتمالية حدوثها لابد من بيان الطرق الوقائية التي تحمي المصاب وتساعد على الحد من تطور هذه المضاعفات وفيما يلي بيان لذلك
- السيطرة على مستوى السكر في الدم ويتم ذلك باتباع خطة الأكل الصحي وممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع أي بمعدل 30 دقيقة لمدة خمسة أيام في الأسبوع والسيطرة على ضغط الدم بحيث يكون أقل من 140/90 مم زئبقي أو حسبما يرى الطبيب مناسبا والسيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم والامتناع عن التدخين
- تقليل خطر الإصابة بالقدم السكريةمن خلال تفقد القدمين بشكل يومي والانتباه إلى ظهور علامات تحذيرية مثل الاحمرار أو الألم أو البثور أو الجروح أو القروح الأخرى وارتداء أحذية مريحة وغسل القدمين بانتظام وتجفيفها بعناية وخاصة بين أصابع القدم واستخدام الكريمات المرطبة لمنع جفاف الجلد وتشققه وقص الأظافر بشكل مستقيم وتجنب القطع في زوايا الأظافر وتجنب درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة واختبار درجة حرارة الماء قبل الاستحمام وزيارة الطبيب أو أخصائي علاج الأرجل بشكل عاجل عند ظهور علامات غير طبيعية على القدمين ومن الممارسات التي ينبغي تجنبها للحفاظ على القدمين تجنب المشي بقدمين حافيتين سواء داخل البيت أو خارجه وعدم محاولة علاج مسامير اللحم والجلد السميك بأداة حادة أو مواد كيميائية بشكل ذاتي ودون زيارة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب وتجنب ارتداء الجوارب الضيقة لأنها يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى القدمين
- الحرص على الخضوع للفحوصات والاختبارات الطبية المخصصة لمتابعة تطور السكري ومضاعفاتهوأهمها
- فحص العيون يجب فحص العيون بشكل دوري ومنتظم حسب ما يراه الطبيب مناسبا ويتم خلال فحص العيون توسيع البؤبؤ لفحص شبكية العين
- فحوصات القدم ينبغي فحص القدم بشكل سنوي منذ بداية التشخيص لدى مرضى السكري من النوع الثاني وبشكل سنوي بعد مضي خمس سنوات لدى مرضى السكري من النوع الأول وأثناء فحص القدم يبحث الطبيب عن تغيرات مثل القروح وبرودة القدمين والجلد الرقيق ولون البشرة المزرق كما يقوم الطبيب باختبار الإحساس في القدمين لتحديد ما إذا كان طبيعيا أو متناقصا
- فحص الكلى ينصح بالخضوع لاختبارات فحص البول لدى مرضى السكري من النوع الأول بعد مرور خمس سنوات على التشخيص ومنذ بداية التشخيص لدى المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني وأن يتم إجراء هذه الاختبارات مرة سنويا على الأقل
- فحص الفم والأسنان ينبغي مراجعة طبيب الأسنان لتنظيفها وفحصها بشكل دوري كل 6 أشهر
- فحص الكوليسترول ينبغي فحص مستوى الكوليسترول في الدم بشكل سنوي لدى مرضى السكري أو بشكل متكرر أكثر إذا كانت المستويات غير طبيعية
- فحص ضغط الدم ينبغي قياس ضغط الدم بشكل دوري عند مراجعة الطبيب
- فحص السكر التراكمي ينبغي فحص مستوى السكر التراكمي في الدم كل 3 شهور إذا لم تكن القراءات تحت السيطرة أو كل 6 شهور إذا كانت القراءات تحت السيطرة
- الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب يمكن الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى مرضى السكري من خلال تحديد المحفزات الشائعة لمرض السكري والاكتئاب ومحاولة معالجتها والسيطرة على التوتر والاستجابات الالتهابية أو منعها وإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني أو التمارين الرياضية والتعديل على النظام الغذائي والاسترخاء والنوم لفترة كافية والتفاعل الاجتماعي واستخدام أساليب التأمل الذهني