إنهاء الحمل في سن المراهقة بالإجهاض

صورة: إنهاء الحمل في سن المراهقة بالإجهاض

اكتشاف الحمل عن غير قصد هو تجربة مُخيفة للمرور بها. قد يكون الإجهاض خيارًا لكِ إذا كنتِ بحاجة لإنهاء الحمل، سواء بسبب عدم استعدادكِ الشخصي لتصبحي أمًا بعد أو ربما لن تسمح لكِ حالتكِ الصحية بحملٍ صحي. تأكدي قبل ذلك من معرفة جميع النتائج المُحتملة ولا تنسي جعل سلامتكِ وصحتكِ أولويةً قصوى.

طريقة 1 التفكير في الخيارات

تأكدي من الحمل. انقطاع الدورة الشهرية هو عرضٌ شائع للحمل، ولكنه لا يؤكد بالضرورة حدوثه. تزيد فُرص اعتقادكِ بالحمل في حال تأخر الدورة الشهرية وبالأخص مع وجود بعض الأعراض الأخرى مثل الشعور بالغثيان وبعض الألم في الثدي. القيام باختبار الحمل فكرة جيدة للتأكد إذا اعتقدتِ أنكِ حامل. تتميز هذه الاختبارات بالدقة وانتشارها بشكل كبير في أغلب محلات الأدوية. تستطيع الممرضة المسؤولة في المدرسة توفير اختبار حمل لكِ إذا كنتِ طالبة. يجب التأكد من النتيجة مع الطبيب عند الحصول على نتائج إيجابية في اختبار الحمل في المنزل. يُمكن الاعتماد بشكلٍ كبير على اختبارات الحمل المنزلية، ولكن الفحوصات المعملية التي تُجرى في مكتب الطبيب هي أفضل طريقة لتأكيد الحمل على أي حال. حددي موعدًا مع الطبيب للذهاب في أسرع وقتٍ مُمكن.

استشيري الطبيب. تزداد في أغلب الأوقات التساؤلات التي تراودكِ بمجرد تأكيد الحمل من الطبيب. تذكري أن الطبيب هو أهم مصدر لكِ في هذا الوقت. يتسبب الحمل في الكثير من التغيرات الجسدية الملحوظة في جسدكِ، ويجب سؤال الطبيب عما يُمكن توقعه حتى مع عدم وجود نية استمراركِ في الحمل لفترة طويلة. القيام ببعض الفحوصات الجسدية واختبارات فحص الدم والموجات فوق الصوتية هو أمر حتميّ عند زيارة الطبيب. اسألي الطبيب عن عمر الحمل بشكلٍ تقريبي، لأنه تنص قوانين بعض البلاد على إمكانية أو منع حدوث إجهاض بعد فترة مُحددة من الحمل. بشكلٍ عام، فإن الإجهاض خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل آمنًا.

فكري في الخيارات المُتاحة. خوض تجربة الحمل المفاجئ هو أمر مخيف ويدعو للرهبة لأنكِ قد تشعرين ببعض الخوف والارتباك. امنحي نفسكِ بعض الوقت للتفكير في خياراتكِ المتاحة. لا تتردي في طلب المساعدة من شخص موثوق به من دائرة الأصدقاء أو أفراد العائلة. الأهم من ذلك هو التفكير في القرار الأمثل لكِ ولصحتكِ. لديكِ ثلاثة خيارات بشكل مبدئي: يُمكنكِ الاحتفاظ بالطفل أو يُمكن الاحتفاظ بالطفل مع إمكانية عرضه للتبني أو يُمكن إنهاء الحمل بالإجهاض. اطلبي النصيحة من مُختص حتى وإن قررتِ ما ترغبين بفعله. قد يكون اتخاذ قرار الإجهاض تجربةً مؤلمةً، لذلك تحدثي مع أخصائي صحة نفسية ليساعدكِ على التعامل مع هذه العواطف الشائعة. اطلبي من الطبيب أو العيادة التحدث مع شخص ما. يُمكنكِ التحدث مع والد الطفل إن أردتِ ذلك ليساعدكِ على اتخاذ القرار. يعود القرار لكِ في النهاية من الناحية القانونية.

طريقة 2 البدء في الإجراءات

حددي أفضل مركز يوفر لكِ الرعاية الصحية المُمكنة. بمجرد اتخاذكِ لقرار الإجهاض، فقد حان الوقت للتأكد من سلامة الإجراءات الصحية من حيث النظافة والأمان ومهنية المراكز الطبية. يُحتمل أن تقوم طبيبة الأمراض النسائية خاصتكِ بإجراء عملية الإجهاض وسيكون ذلك خيارًا أفضل لأنك تعرفيها بالفعل. اطلبي إحالة إلى عيادة حيث يُمكن إجراء عملية الإجهاض فيها، في حال عدم قيام الطبيبة بها. ابحثي عن تنظيم الأسرة في مُجتمعكِ. يُوفر تنظيم الأسرة مجموعةً شاملةً من خدمات الرعاية الصحية للمرأة وقد يكون مصدرًا مهمًا لكِ. تأكدي من إتاحة عمليات الإجهاض عند اتصالك بالعيادات. توفر بعض مواقع تنظيم الأسرة ذلك. في الواقع، فإن العديد من مراكز "حل الأزمات" تخدم من أجل إقناع النساء بالعدول عن فكرة الإجهاض. اطرحي سؤالًا بسيطًا عند الاتصال وستجدي الإجابات الكاملة. يوجد نوعان من الإجهاض: ما يتم وفقًا للإجراءات الجراحية، والآخر يتم فيه تناول الحبوب الموصوفة. ناقشي الخيارين بمجرد عثوركِ على متعهد. اسألي متعهد الرعاية الصحية حول قوانين الإجهاض في دولتكِ. تطلب بعض الدول من القاصرين الحصول على إذن من الوالدين قبل إجراء الإجهاض. ومع ذلك، يُمكن الحصول على إذن من القاضي للتنازل عن هذا الشرط؛ استشيري المتعهد حول القيود الموضوعة في دولتكِ.

تحدثي مع والديكِ. قد تحتاجين إلى إذن من والديكِ لإجراء الإجهاض بناءً على الدولة التي تعيشين فيها، إذا كان عمركِ أقل من 18 عامًا. اسألي مُتعهد الرعاية الصحية حول القوانين الخاصة بالبلد والحصول على المعلومات الكافية. ناقشي في كلتا الحالتين الموقف مع والديكِ، حيث لحسن الحظ سيوفران مصدرًا مهمًا لكِ. انتظري الوقت والمكان المناسبين للتحدث مع والديكِ. يُفضل أن يكون المكان منعزلًا حتى لا يقطع أحدهم الحديث. اسألي في البداية إن كان الوقت مناسبًا للتحدث، حيث لا ترغبين بأن يتعرضا للتشتيت. حاولي البقاء هادئة وصادقة. اعرضي مشاعركِ واحتياجاتكِ بوضوح.

حددي الموعد دون موافقة الوالدين. تحرص العديد من الدول على الحصول على موافقة الوالدين، ومع ذلك لا يزال بإمكانك الحصول على إجهاض قانوني دون هذه الموافقة. إذا لم يرغب والديكِ في الموافقة على الطلب أو عجزتِ عن التحدث معهما أو شعرتِ بالخوف، فيجب في هذه الحالة الحصول على موافقة قضائية بطريقة مُلتفة. يتخذ القاضي في هذه الحالة الموافقة دونًا عن الوالدين. تمتلك تنظيمات الأسرة المعلومات الكافية عن الموافقة القضائية بالطرق المُلتفة ويُمكنها مساعدتكِ خلال هذه التجربة. يُمكنكِ أيضًا الاتصال بالخط الساخن وطلب المساعدة في فهم الخطوات اللازمة في حالتكِ على وجه الخصوص. لا ينطبق عليكِ شرط الحصول على موافقة الوالدين إذا كنت متزوجة من قبل أو لديكِ طفل أو لديكِ حالة طوارئ طبية.

ابحثي عن شخصٍ يدعمكِ. من الأفضل البحث عن شخص آخر تثقين في الحديث معه إذا عجزتِ عن التحدث مع والديكِ. الإجهاض هو تجربة مؤثرة لتخوضيها، حتى مع شعوركِ بالثقة تجاه القرار الذي اتخذتِه. امتلاك مجموعة داعمة خلال هذا الوقت العصيب سيفيدكِ بشكلٍ كبير. تحلّي بالهدوء والعقلانية أثناء إجراء هذه المحادثات وإخبارهم أنكِ قد تحتاجين مساعدتهم. فكري في صديق أو فرد من العائلة يُمكنكِ الوثوق به واطلبي منه خوض هذه التجربة معكِ ليساعدكِ على الأقل من الناحية العاطفية. لن يُسمح لكِ بالقيادة بنفسكِ إذا كنتِ تحت تأثير المُخدر، لذلك قد تحتاجين يد العون.

استعدي للزيارة. تأكدي من السؤال عن تكاليف إجراء العملية عند تحديد الموعد. تُقدر تكلفة هذه العملية بنحو 13000 جنيه، وقد تصل إلى 25000 جنيه خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. استعدي جيدًا من البداية وحاولي أن تجدي طريقة لتوفير هذه الأموال. يساعد ذلك في تخفيف التوتر الذي تشعرين به يوم إجراء العملية. يوفر العديد من متعهدي الرعاية الصحية مقياسًا مُتدرجًا للرسوم، حيث يعني ذلك أخذ مستوى الدخل والقدرة على دفع المصاريف في عين الاعتبار. ينتج عن ذلك في أغلب الأوقات انخفاض كبير في الرسوم. اسألي الطبيب عن إمكانية وجود خطة للدفع في حال عدم استطاعتكِ دفع المصاريف كاملةً مباشرةً. حددي موعد العملية بحيث لا تضطري الذهاب إلى العمل أو المدرسة. ضعي خطة بأخذ يوم العملية على الأقل إجازة للراحة والشفاء.

اعلمي ما يُمكن توقعه. تأكدي من معرفة الطريقة التي ترغبين باتباعها قبل وصولكِ إلى العيادة، سواء كان عبر تناول حبوب الإجهاض أو عبر التدخل الجراحي. يُمكن تناول الحبوب إذا كان عمر الحمل أقل من تسعة أسابيع وتصل كفاءتها إلى نحو 97 من 100 مرة. من المفيد معرفة ما يُمكن توقعه بعد تحديد ميعاد العملية الجراحية. يوجد نوعان من عمليات الإجهاض الجراحي: الشفط، والتوسيع والإزالة؛ اسألي الطبيب عن أي واحدة منهما سيتبع. قد يُعرض عليكِ نوعًا من الدواء قبل أي من العمليتين ليساعدكِ على الاسترخاء. يبدأ الطبيب في فحصكِ ومن ثم تخدير عنق الرحم قبل الإجهاض عن طريق الشفط. تعمل أجهزة الشفط على سحب الجنين إلى الخارج. تستغرق هذه العملية نحو عشر دقائق ولكن قد تحتاجين بعض الوقت الإضافي قبل العملية وبعدها للتحدث مع الطبيب وتكملة الأوراق المطلوبة. يبدأ الطبيب فحصه كذلك عند الإجهاض بالتوسيع والإزالة عبر تخدير عنق الرحم، مُستخدمًا بعض الأدوية والمحاليل لتوسيع عنق الرحم. يستعمل الطبيب بعد ذلك آلة بسيطة للشفط وتفريغ محتوى الرحم. تستغرق هذه العملية نحو عشرين دقيقة أو بعض الوقت الإضافي لإعداد الرحم.

طريقة 3 التعايش مع النتائج التالية

افهمي مرحلة التعافي الجسدي. تأكدي من اتباع تعليمات الطبيب بعد الخضوع للإجهاض الجراحي للشفاء. قد يستمر النزيف أو الشعور بالتقلصات في الرحم لمدة تصل إلى أسبوع بعد إجراء الإجهاض. سيوفر لكِ الطبيب أدوية مسكنة للآلام لمساعدتكِ في التعامل مع الأعراض الجسدية. قد يصف لكِ الطبيب بعض المضادات الحيوية لمنع العدوى. تواصلي مع الطبيب إذا زاد النزيف بشكلٍ أكثر من المتوقع أو تخطى الألم حد الاحتمال. يجب الاتصال بالطبيب كذلك إذا ارتفعت درجة حرارتكِ خلال الأيام التالية للإجهاض أو عند ظهور بعض الإفرازات المهبلية سميكة الشكل وذات رائحة قوية.

اعترفي بمشاعركِ. الشعور بمجموعة مُختلفة من العواطف هو أمر طبيعي بعد المرور بتجربة مثل الإجهاض. على الرغم من شعوركِ بالراحة، إلا أنه من الطبيعي اختبار العديد من المشاعر المتضاربة. على سبيل المثال: قد تشعرين بالحزن والأسى أو الارتباك. الإجهاض هو في الأساس تجربة شخصية. لا تخجلي من شعوركِ بالحزن الشديد بعد هذه التجربة، بدلًا من ذلك اعترفي بمشاعركِ وتقبلي الطريقة التي تشعرين بها.

اطلبي المساعدة. تأكدي من صحة خطواتكِ على طريق الشفاء العاطفي، حتى إن شعوركِ بالحزن بعد الإجهاض أمر طبيعي. تزيد أهمية ذلك على وجه الخصوص إذا كنتِ في سن المراهقة، لحدوث الكثير من التغيرات في حياتكِ. إذا طالت فترة الشعور بالاكتئاب أو الذنب أو الغضب، فمن الأفضل البحث عن المساعدة. ستشعرين بتحسن في بعض الأوقات عند تحدثكِ مع صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة. قد تكون الحالة أشد خطورة في بعض الأوقات. اطلبي في هذه الحالة من الطبيب إحالتكِ إلى شخص مُختص أو مجموعة دعم، وتذكري أنكِ لستِ وحدكِ.