التعرف على متلازمة الجنين الكحولي

صورة: التعرف على متلازمة الجنين الكحولي

يمكن لاستهلاك الكحول أثناء الحمل أن يضر بالجنين بشدة؛ بل وربما يسبب آثارًا دائمةً على صحته ونموه. يعرف هذا كله باسم اضطرابات الجنين الكحولية. متلازمة الجنين الكحولية واحدة من أكثر الاضطرابات المؤلمة الناجمة عن استهلاك الكحول أثناء الحمل، وهي حالة مستمرة لمدى الحياة، وتعد الوقاية منها واحدة من أكثر الأسباب التي تساعد في تفادي العيوب الخلقية والإعاقات الذهنية. راجعي طبيبة الأطفال خاصتكِ إن لاحظتِ أيةِ أعراض لمتلازمة الجنين الكحولي في أقرب وقت ممكن للمساعدة في وضع خطة للعلاج، والتي قد تخفف من الأعراض.

جزء 1 التعرف على أعراض متلازمة الجنين الكحولي

كوني على بينة من مخاطر إصابة طفلك بمتلازمة الجنين الكحولي. السبب الرئيسي لمتلازمة الجنين الكحولي هو استهلاك الكحول؛ فكلما زاد معدل شرابك أثناء الحمل، خصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى، كلما زاد خطر إصابة جنينك بها. معرفتك بمخاطر إصابة طفلك بهذا المرض تساعدك على التعرف عليه وتشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب. يصل الكحول إلى الجنين عن طريق المشيمة مسببًا ارتفاع مستويات تركيز الكحول في دم الجنين أكثر منكِ؛ حيث معدل أيض الجنين للكحول أبطأ بكثير منك. يتداخل الكحول مع الأوكسجين في عملية توزيع الغذاء لجنينك، ويمكن لهذا الأمر أن يؤثر بشدة على أنسجة وأعضاء الجنين المتطورة، بما فيها الدماغ. يُحتمل أن تكوني قد استهلكتِ الكثير من الكحول قبل أن تدركي أنكِ حامل، واضعةً جنينك في خطر الإصابة بمتلازمة الجنين الكحولي. ضعي ذلك في اعتبارك أثناء وبعد الحمل.

لاحظي الأعراض الجسدية لمتلازمة الجنين الكحولي. هنالك العديد من الأعراض الجسدية المختلفة لمتلازمة الجنين الكحولي والتي قد تكون خفيفة أو شديدة؛ من ملامح الوجه المميزة إلى أنماط النمو البطيئة. تحديد هذه العلامات المشتركة يمكن أن يساعد طفلك على التشخيص والعلاج الطبي. يمكن أن تظهر تلك الأعراض أثناء نمو الطفل في الرحم أو عند الولادة. يمكن أيضًا أن تظهر لاحقًا، مثلًا على هيئة مشاكل في السلوك. قد تشير أعراض ملامح الوجه: -مثل عينين واسعتين، أو شفة عليا رقيقة للغاية، أو أنف قصيرة مقلوبة، أو وعدم وجود طيات شفة بين الأنف والشفة العليا إلى وجود متلازمة الجنين الكحولي، حيث يمكن أن يمتلك الطفل المصاب بها عيون ضيقة وصغيرة أيضًا. تشوه المفاصل والأطراف قد يشير إلى متلازمة الجنين الكحولي. قد تشير أنماط النمو البطيء؛ سواء قبل أو بعد الولادة إلى متلازمة الجنين الكحولي. مشاكل السمع والرؤية قد تشير إلى متلازمة الجنين الكحولي. صغر محيط الرأس وتخلف الدماغ قد تشير إلى متلازمة الجنين الكحولي. عيوب القلب ومشاكل الكلى قد تشير أيضًا إلى متلازمة الجنين الكحولي. العديد من أعراض متلازمة الجنين الكحولي تشبه أعراض أمراض وحالات أخرى. زيارة الطبيب أمر مهم إن كنتِ تشكين بأن طفلك أو غيره قد يكون مصابًا بمتلازمة الجنين الكحولي. استشيري طبيب أو/واثنين.

متابعة أعراض الدماغ والجهاز العصبي المركزي. قد تظهر متلازمة الجنين الكحولي كمشاكل في دماغ الطفل وجهازه العصبي المركزي من ضعفٍ للذاكرة وفرط للنشاط. مراقبة هذه الأعراض العصبية الشائعة قد تساعدكِ على التعرف على متلازمة الجنين الكحولي وحصول طفلك على التشخيص والعلاج الطبي. الأطفال المصابون بمتلازمة الجنين الكحولي قد يكون لديهم ضعف في التوجيه والاتزان. الأطفال المصابون بمتلازمة الجنين الكحولي قد تكون لديهم إعاقة فكرية، أو صعوبات في التعلم، أو ضعف في الذاكرة، أو صعوبة في الانتباه، أو فرط في الحركة والنشاط. الأطفال المصابون بمتلازمة الجنين الكحولي قد يعانون من معالجة المعلومات ومن ضعف مهارات الحكم على الأشياء وتعقلها. الأطفال المصابون بمتلازمة الجنين الكحولي قد يعانون أيضًا من القلق أو تغير المزاج السريع.

لاحظي ظهور المشاكل الاجتماعية والسلوكية. يمكن لمتلازمة الجنين الكحولي أن تُظهر نفسها بداخل المشاكل الاجتماعية والسلوكية؛ من ضعف للمهارات الاجتماعية إلى مشاكل السيطرة على الانفعالات. ملاحظة مثل تلك العلامات السلوكية قد يساعدك في تحديد متلازمة الجنين الكحولي وحصول طفلك على التشخيص والعلاج الطبي. ضعف المهارات الاجتماعية بما في ذلك التوافق مع الآخرين قد يشير إلى متلازمة الجنين الكحولي. الطفل المصاب بمتلازمة الجنين الكحولي قد يجد صعوبة في المدرسة أو مشاكل في التركيز على استذكار شيء معين، أو على العمل لتحقيق هدف محدد. قد تكون لدى الطفل المصاب بمتلازمة الجنين الكحولي مشاكل في التكيف على التغيير أو في السيطرة على الانفعالات. الطفل المصاب بمتلازمة الجنين الكحولي قد يكون لديه مفهوم أو استيعاب ضعيف للوقت.

جزء 2 التشخيص والعلاج

قومي بزيارة طبيبة أطفالك. لابد من مراجعة الطبيبة والحصول على تشخيص نهائي إذا كنتي تشكين أن طفلك يعاني من متلازمة الجنين الكحولي. الكشف المبكر والتدخل العلاجي السريع قد يقللان من خطر التعرض لمشاكل طويلة المدى للطفل المصاب بمتلازمة الجنين الكحولي. أعدّي قائمة بالأعراض التي لاحظتيها على طفلك بحيث تسهل على طبيبتك عملية التشخيص. أخبري طبيبتك إن استهلكتِ كحولًا خلال فترة الحمل، وتأكدي من تضمين كم وعدد المرات التي شربتيها. قد تستطيع طبيبتك تقييم مخاطر الإصابة بمتلازمة الجنين الكحولي إن أبلغتِها بكمية الكحول وتوقيت استهلاكك له. التقاعس يمكن أن تكون له عواقب وخيمة ودائمة على طفلك إن لاحظتِ أعراض متلازمة الجنين الكحولي ولم تزوري الطبيبة.

فهم كيفية تشخص الطبيبة لمتلازمة الجنين الكحولي. تحتاج طبيبتك إلى قدر معين من الخبرة لإجراء التشخيص النهائي لمتلازمة الجنين الكحولي لطفلك. صدقِك وصراحتك معها سوف يساعدها على تشخيص متلازمة الجنين الكحولي بنجاح وسرعة من أجل مساعدة طفلك في أقرب وقت ممكن. ستُقيم طبيبتك غالبًا عوامل معينة للتوصل إلى تشخيص دقيق؛ بما في ذلك:- عدد المرات التي شربتِ فيها أثناء الحمل، ومظهر طفلك ونموه الجسدي والعصبي وتطورهما. قد تضع طبيبتك في الاعتبار أيضًا: -القدرات المعرفية والصعوبات والمشاكل الصحية، والمشاكل الاجتماعية والسلوكية.

راجعي الأعراض مع طبيبتك. ستتحقق طبيبتك من وجود أعراض متلازمة الجنين الكحولي بمجرد وصفك للعلامات التي تظهر على طفلك. ستكون قادرةً على تشخيص متلازمة الجنين الكحولي بالفحص البدني البسيط بالإضافة إلى المزيد من الاختبارات الكثر دقة وتحديدا. ستفحص طبيبتك الطفل للبحث عن الأعراض الجسدية بما في ذلك العينين الواسعتين أو الشفة العليا الرقيقة جدًا أو الأنف القصيرة المقلوبة أو العيون الضيقة والصغيرة أو المفاصل والأطراف المشوهة أو مشاكل الرؤية والسمع أو محيط الرأس الصغير أو عيوب القلب مثل النفخة.

قومي بعمل اختباراتٍ وفحوصات. قد تساعد الاختبارات والتحاليل التي ستطلبها الطبيبة إن شكّتْ في أن طفلك مصاب بمتلازمة الجنين الكحولي في تأكيد التشخيص ووضع خطة شاملة للعلاج. قد تطلب طبيبتك فحوصات تصوير الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية. قد تُطلب اختبارات الدم والبول للمساعدة في استبعاد الأمراض الأخرى التي تسبب أعراضًا مشابهةً. قد تطلب منكِ الطبيبة اختبارات الدم أو الموجات فوق الصوتية إن كنتِ لا تزالين حاملًا.

الحصول على الاشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. قد ترغب طبيبتك في تأكيد تشخيص متلازمة الجنين الكحولي باختبارات أعقد؛ فقد تطلب أن تجري عليه تصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية لتقييم المشاكل البدنية والعصبية. تقوم الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي بعمل صور لدماغ طفلك وتُسهّل على طبيبتك التعرف على خلايا المخ التالفة؛ الأمر الذي يمكن أن يساعدها في وضع خطة أفضل للعلاج. قد تطلب الطبيبة عمل أشعة مقطعية، الأمر الذي سيتتطلّب استلقاء طفلك في ثبات بينما يلتقط عامل ماكينة الأشعة صورًا لدماغه. يمكن لهذا النوع من التصوير بالأشعة السينية أن يساعد في رؤية أفضل لخلايا المخ وربما إظهار مشاكل في النمو والتطور. قد تطلب الطبيبة إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي، والذي بدوره أيضًا يتطلب استلقاء طفلك داخل ماسح ضوئي ضخم. التصوير بالرنين المغناطيسي يمكنه أن يُظهر حجم التلف في خلايا مخ طفلك بشكل أعمق وأدق.

وضع خطة العلاج. لا وجود لعلاجٍ شافٍ أو دواء محدد لمتلازمة الجنين الكحولي للأسف؛ حيث العديد من أعراض متلازمة الجنين الكحولي تستمر عادةً مدى الحياة. التدخل المبكر يمكن أن يساعد في الحد من بعض آثار متلازمة الجنين الكحولي على الرغم من ذلك؛ بل ويمكن أن يساعد في منع بعض الإعاقات الثانوية. كوني على دراية بأن التشخيص والتدخل المبكر أمر بالغ الأهمية. المشاكل البدنية والعقلية غالبًا ما تستمر لمدى حياة الطفل. قد تصف لك طبيبتك أو تقترح أدوية لتخفيف بعض الأعراض مثل فرط النشاط، وقد توصي أيضًا بالعلاج الطبي للمشاكل الصحية بما في ذلك القلب والمشاكل التي يمكن أن تصيب الكُلية. قد تقترح الطبيبة العلاج الطبيعي والمهني والنفسي لمساعدة الطفل على المشي والكلام والمهارات الاجتماعية. قد تقترح طبيبتك وضع طفلك مع مدرس احتياجات خاصة لمساعدته في تحقيق أداء أفضل في البيئة المدرسية. قد تقترح طبيبتك الخضوع للاستشارة الأسرية.