العمل على الاستعداد النفسي للحمل

صورة: العمل على الاستعداد النفسي للحمل

إحضار طفل للعالم تجربة عاطفية ثرية. توقعي الكثير من التقلبات فى المشاعر. خلال التسعة أشهر من الحمل تتأرجح المشاعر بين الإثارة والسعادة والخوف والإحباط. من المهم أن تكوني عاطفيًا و نفسيًا مستعدة للحمل. فكري في شعورك لتساعدي نفسك على التحضير لاستقبال المولود. هناك عدة أمور يمكن عملها لتكوني مستعدة نفسيًا للولادة.

طريقة 1 التواصل مع شريكك

ابدئي في التواصل بصدق. إذا كنت في علاقة من المهم أن تكونوا متوافقين. اتخاذ قرار الحمل وولادة طفل من أهم القرارات التي يمكنك اتخاذها في الحياة. تكلموا بصدق عن نواياكم و رغباتكم تجاه إنشاء أسرة. هناك العديد من الأسئلة الهامة التي عليك إجابتها قبل البدء فى إنشاء أسرة. لدى البعض جدولًا زمنيًا محددًا فيما يخص العائلة بينما يهتم البعض الآخر بعدد الأطفال فقط. مناقشة كل التفاصيل المحيطة بإنشاء الأسرة هي الخطوة الأولى في التحضير النفسي للحمل وهى أيضاً من العلامات الهامة على أن لديكِ النضوج الكافي لتصبحي أمًا. إذا كنت تشعرين بعدم التأكد، هذا أمر طبيعي. أخبري شريكك بهذا. "لدي ما أود مناقشته معك وأنا أشعر بالتوتر لذلك من فضلك كن صبورًا".

تكلمي بوضوح. أخبري شريكك عما تشعري به تجاه الحمل. إذا كنت تمتلكين أي مخاوف، تكلمي. إذا كنت تشعرين أنك مستعدة لهذه الخطوة، عبِّري عن هذه الرغبة بوضوح. حاولي توضيح مشاعرك. يمكنك قول "أنا أشعر أنني مستعدة لاتخاذ الخطوة التالية في حياتنا. أنا أفكر في الحمل". افتحي الموضوع وأنت تشعرين بالاستقرار في علاقتكما. التحدث في الأمر في أول العلاقة أمر غير واقعي. إذا كنت في مرحلة نفسية أو مادية صعبة في حياتكما ربما من الأفضل الانتظار. إذا استقبل زوجك الأمر بشكل سئ يمكنك فتح الأمر في وقت لاحق.

استمعي له. تذكري أن هذا القرار مشترك. إذا كان زوجك له رأي آخر عليك الاستماع له باحترام. إذا كنت لا تفهمين وجهة نظره، اسأليه لتوضحي كل شيء. على سبيل المثال حاولي الاقتباس من كلامه لتوضيح الأمر. إذا بقى زوجك أو شريكك على رفضه، لا تتعجلي. قد يأخذ الأمر بعض الوقت ليغير من طريقة تفكيره. تجنبي الإلحاح أو الإصرار على التحدث في الموضوع مرارًا و تكرارًا. تجاهلي الأمر عدة أشهر قبل إعادة التحدث فيه مرة أخرى. امنحي زوجك الوقت الكافي للتفكير فيما قلتيه له.

ابحثي الأمر جيدًا. إذا كنت تنوين القيام بحدث كبير في حياتك مثل إنجاب طفل من الجيد أن تقومي ببعض الأبحاث لمعرفة الكثير من المعلومات. ابحثي عن مصدر مفيد وبناء للمعلومات. من الأفضل أن تقومي بالبحث قبل الشروع في مناقشة الأمر مع زوجك. يمكنك البدء في قراءة الكتب مثل كتب عن الحمل و الولادة والتربية والمساعدة الذاتية ورعاية الطفل. تساعد هذه المصادر على اكتشاف المشاكل الصحية و النفسية المتعلقة بالحمل بما في ذلك المخاطر والضغوط. اقرئي كل ما يتعلق بالحمل وبتربية الأطفال في سن مبكر. ابحثي في المصادر التي تناقش تأثير تنشئة طفل على حياتك.

راقبي أفكارك. مراقبة الأفكار والمشاعر يجعل الأمر أسهل في التواصل. يمكنك مناقشة الأمر مع زوجك للتركيز على المشاكل التي يمكن أن تواجهك. فكري في البدء في تدوين أفكارك ومشاعرك المتعلقة برحلة الحمل بما في ذلك القرارات المتعلقة بمحاولة الحمل. الأمر له وجه عملي في القيام بذلك وهو يتيح لك متابعة مشاعرك وحالتك المزاجية. يمكن للتدوين أن يكون له أوجه كثيرة. يساعدك التدوين على ترتيب أفكارك والمعلومات التي تكتسبيها من مصادر مختلفة، و يمكن أن يكون المكان الذي تعبري فيه عن مشاعرك، كما يمكن أن تحتفظي بتدوين الأسعار والمقارنة بينهم، ويمكنك أن تحتفظي بالملاحظات الطبية كذلك. تأكدي من ضم المعلومات التي تحصلي عليها من مناقشاتك مع زوجك واقتراحات الأصدقاء والعائلة.

حددي جدولًا زمنيًا. استعملي وسيلة منع حمل مناسبة لك لحين الاستعداد للخطوة التي تنوين الحمل عندها. السبب الرئيسي في عدم الاستعداد النفسي هو الحمل غير المخطط له. تكلمي مع زوجك في الوسيلة التي تناسبكما معًا. تجنبي القلق بالتخطيط السليم للحمل وأوفقي استخدام المانع فقط عند الرغبة في الحمل. لتكون عندك السيطرة الكاملة على تنشئة الأسرة بالطريقة التي تناسبكما. اختاري الوسيلة المناسبة لكما معًا. فكري في استخدام الواقي الأنثوي أو حبوب منع الحمل. يمكنكما استخدام الواقي الذكري كذلك. اسألي الطبيب لمساعدتك في التخطيط للطريقة المناسبة لتنظيم الحمل.

طريقة 2 التعامل مع مخاوفك

ضعي ميزانية. إذا كنت تنوين الحمل من الطبيعي أن تشعري ببعض التردد. حاولي مخاطبة هذه المشاعر التي تسبب لك التردد. في البداية، فكري في الوضع المالي لكما أثناء الحمل وتربية الطفل. عدم الاستقرار المالي يساهم في ظهور المشاعر المضطربة تجاه الحمل. الأطفال باهظي الثمن. وكذلك رعايتهم صحيًا. من الضروري أن يكون لديكما مصدر الدخل الذي تقدرا به على إعالة طفل. تناقشي في التفاصيل المالية مع زوجك، بما في ذلك توقعاتك لإجازة الوضع ورعاية الطفل وإذا كان زوجك سيشارك في المساعدة بعد العودة من العمل. إذا اخترت أن تكوني أمًا متفرغة، هناك بعض الأمور المالية التي تحتاج لتكون واضحة للتأكد من أن الأمر في مقدرتكما المادية. كوني واقعية. فكري في زيارات الطبيب والطعام و الملابس والرعاية اليومية. حاولي التقليل من الدين والادخار قدر المستطاع قبل الحمل.

حضري جسدك. تتوتر الكثير من السيدات بسبب التأثير البدني للحمل على أجسادهن. معالجة تلك المخاوف يساعد على الشعور بالاستعداد البدني والعاطفي للتغيير. الاهتمام بالاحتياجات البدنية لجسدك أثناء الحمل يساعدك على التحضير النفسي للحمل. تختبر بعض السيدات مشاعر قوية بسبب الاضطرابات الهرمونية والتغيرات الكبيرة التي تحدث في أجسادهن أثناء الحمل. تصدم السيدات الحوامل بامتلاكهن لما يُعرف ب"مخ الأمهات" وعدم القدرة على التفكير بشكل سليم أثناء الحمل. لا يحدث ذلك لكل الحوامل ولكن من تمر بهذه التجربة يصبح الأمر عسيرًا عليها. عليها أن تقلل من المهام المطلوبة منها في العمل والنوم مبكرًا وطلب المساعدة. التمرن والأكل الصحي المنتظم يساعدان على السيطرة على جسدك، مما يساعدك أيضًا على التحكم العاطفي. مارسي رياضة متوسطة القوة معظم أيام الأسبوع. إذا كنت تتمرنين بانتظام قبل الحمل، اسألي الطبيب عن كيفية تعديل نظامك الرياضي ليكون آمنًا في الحمل. ابدئي في الانتظام فى تناول الفيتامينات قبل الحمل. تأكدي من حصولك على حمض الفوليك والكالسيوم بشكل كافي. تناولي الكثير من الورقيات الخضراء مثل الكالي ومنتجات الألبان قليلة الدسم.

قيّمي نفسك. اكتبي قائمة بالأسئلة التي يجب عليك إجابتها قبل اتخاذ القرار بالحمل. هذه القائمة تتضمن المخاوف والآمال أو أسئلة عامة. بعد كتابة الأسئلة، امضِ بعض الوقت للإجابة على الأسئلة بصدق. اسألي نفسك لماذا تريدين الحصول على طفل؟ هل تريدين ذلك حقًا أم تشعرين بالضغط من المجتمع المحيط بك. فكري قي نظام الدعم. هل لديك من العائلة والأصدقاء من يدعمك؟ هل أنت مستعدة لتغيير خططك المهنية؟ هل تعتقدين أنك تريدين العمل بدوام كامل في وجود طفل؟ التقييم الذاتي مهم في تحضيرك عاطفيًا للتغييرات أثناء الحمل. اسألي زوجك أن يقوم بتقييم مماثل.

خططي للتغييرات في أسلوب الحياة. يؤثر الحمل على عقلك وجسدك وأمورك المالية. جزء من التحضير النفسي للأمر هو التفكير في كل الطرق التي يمكنك تغيير حياتك من خلالها. أثناء الحمل قد لا تكوني بنفس النشاط والقوة لتحافظي على جدولك الطبيعي. أثناء بداية ونهاية مراحل الحمل بالتحديد قد تشعرين بالتعب. على زوجك العمل على جدوله ليساعدك فى الحصول على الراحة المطلوبة. على كلاكما تأهيل نفسه للاستعداد للقيام بأعمال منزلية أكثر. أثناء الحمل ستقضين وقتًا في التحضير. ستحتاجين لتأثيث غرفة للطفل وشراء المستلزمات ووضع خطة للرعاية بالطفل. فكري في أسلوب حياتك الحالي وكيف يمكنك إضافة بعض الوقت. قد تضطرين لتغيير نظام السفر المعتاد في عطلة نهاية الأسبوع، أثناء الحمل قد لا تقدرين على القيام بهذه المجهودات. فكري أيضًا كيف سيغير المولود من أسلوب حياتك. هل أنت مستعدة للعناية به كجزء من حياتك اليومية؟ هل أنت مستعدة لإيجاد جليسة أطفال في كل مرة تريدين الخروج؟

تكلمي مع الطبيب. طبيبك مرجع لك قبل وبعد الحمل. يمكنك زيارة الطبيب لمناقشة خططك للحمل. كوني صادقة معه واسأليه عن كل مخاوفك. اكتبي قائمة بكل الأسئلة. خططي لمناقشة التغييرات الهرمونية وتأثيرها على نفسيتك. يمكنك أيضًا سؤاله عن أي مخاوف تساورك. على سبيل المثال، إذا كنت تمتلكي تاريخًا عائليًا من مرضى السكر أو مرضى الاكتئاب أو أي أمراض أخرى. اسألي الطبيب كيف تتعاملين مع ذلك. اطلبي من زوجك أن يذهب معك للطبيب. من البداية، يكون التخطيط للطفل عمل مشترك حتي تشعري بالدعم النفسي منه.

طريقة 3 تحضير عقلك للحمل

اطلبي النصيحة. يساعدك التكلم مع الآخرين على التحضير للحمل. اسألي عن مصادر واقعية متاحة من أفراد العائلة والأصدقاء ممن سبقوك في هذه الخطوة. تناقشي معهم بخصوص التغييرات النفسية في الحمل والأمومة. يمكن لمن مروا بالتجربة منحك نصائح ومصادر مفيدة تساعدك على التحضير للتغييرات النفسية التي ستمري بها. اطلبي منهم الإجابة على مخاوفك بصدق. يمكنك سؤال "ما هو أصعب تحدي واجهك في الحمل؟". احترمي خصوصيات الآخرين. قبل السؤال، تأكدي من أنهن لا يمانعن مناقشة الأمور الشخصية معك.

تعلمي ممارسة التأمل. تقول العديد من السيدات أن التأمل مفيد للغاية أثناء الحمل. و يساعد على التخفيف من حدة القلق ويساعد على النوم بعمق. أضيفي التأمل لجدولك اليومي. إذا كنت معتادة على التأمل، سيكون الأمر سهلًا عليك فعله وأنت حامل. للتأمل فوائد نفسية كبيرة مثل الحفاظ على هدوئك نزلي تطبيقًا للتأمل الموجه. ابدئي بممارسة 5 دقائق من التأمل يوميًا. اعثري على جلسة مريحة، سواء كانت على كنبة أو الجلوس على الأرض، أغمضي عينيك وركزي في التأمل.

رتبي لخطة بديلة. يجد البعض صعوبة في الحمل بشكل طبيعي. قد لا تمرين بهذا الأمر ولكن من الأفضل الاستعداد لهذا الاحتمال قبل حدوثه. تكلمي مع زوجك لمعرفة إذا كان منفتحًا على الطرق الأخرى للحصول على طفل. تناقشي مع الطبيب في الوسائل التي يمكنك استخدامها في الحمل. هل أنت مستعدة لتجربة العلاج الهرموني؟ هل التبني اختيار متاح لك؟ يقرر العديد من الأزواج التبني إذا كانوا غير قادرين على الحمل بشكل طبيعي. تكلمي مع زوجك عن أهمية الأطفال بالنسبة لك بصدق وقرري الأنسب بالنسبة لك.

فكري في الولادة. هل فكرت في مشاعرك تجاه الولادة؟ هل تحبين الولادة في مشفى أو مع مساعدة متخصصة؟ فكري في الاختيارات مقدمًا لتشعري بأنك مهيئة. فكري أيضًا في حضور حصصًا للاستعداد للولادة وحصصًا للعناية بالرضيع. تكلمي مع الطبيب ومع زوجك عن التجربة التي تودين المرور بها. يمكنك أيضًا قراءة الكتب عن الخبرات في الولادة وكذلك مدونات الأمهات على شبكة الإنترنت.

اكتبى قائمة بالمهام. تجد العديد من السيدات الراحة النفسية في كتابة وعمل المهام المتعلقة بالحمل على شكل قائمة. اكتبي قائمة بالمهام التي تحتاج للإتمام بمجرد حدوث الحمل ابدئي في تنفيذ ما عليك من مهام. فكري في رسم جدول زمني والتعليم على الأوقات التي تريدين فيها إنجاز المهام. أهم شيء أن تكوني مرتاحة وغير متعجلة في إنجاز ما عليك من أمور. تمر الكثير من الحوامل بما يُعرف بغريزة التعشيش. في نهاية الحمل تجد الحوامل في أنفسهن نشاطًا زائدًا في التحضير لمستلزمات وغرفة الطفل. تساعدك قائمة المهام على إنجاز الأمر.

تحدثي عن مشاعرك. تواصلي بشكل منتظم مع زوجك أثناء الحمل. من أفضل الطرق للتحضير النفسي قبل وأثناء الولادة هو التواصل المنتظم عن مخاوفك وآمالك ورغباتك وقلقك. تواصلي مع شريكك ووالديك وأخواتك للتخفيف من الحمل النفسي المصاحب للحمل. تذكري أنك تخوضين تحديًا نفسيًا وبدنيًا كبيرًا ومن المهم طلب الدعم من الآخرين حتى يمكنك التأقلم على الوضع الجديد. حتى إذا كنت تعيشين بعيدًا عن العائلة، يمكنك الاعتماد على المشفى و الطبيب في طلب الدعم. يمكنك أيضًا الاستعانة بالمصادر على الإنترنت أو البحث عن مجموعات دعم الحوامل.