تجنب سكري الحمل

صورة: تجنب سكري الحمل

سكري الحمل مرض يصيب بعض النساء أثناء الحمل وقد يكون خطيرًا لأن في هذا المرض تتأثر قدرة جسم الأم على إنتاج الأنسولين والاستفادة منه في التحكم في مستوى السكر في دمها، مما يمثل ضررًا على صحتها وصحة الجنين. لحسن الحظ، يمكن اتقاء الإصابة بسكري الحمل أو على الأقل تقليل فرص الإصابة به، ومع أنه لا يمكن الجزم يقينًا بما قد يحدث، ستكونين وطفلك في حال أفضل إذا اتبعت العادات الصحية قبل وأثناء الحمل.

جزء 1 تحديد عوامل خطر الإصابة عندك

ابحثي في التاريخ الطبي لعائلتك. أول خطوة لتجنب الإصابة بسكري الحمل هي تحديد عوامل الخطر التي تزيد من فرص حدوثه. إذا كانت عوامل الخطر عندك قوية، فاتخذي بمشورة طبيبك خطوات تهدف لتقليل فرص الإصابة والحفاظ على صحتك وصحة طفلك. قبل أن تتكلمي مع أقربائك المباشرين عن وضعهم بالنسبة لمرض السكري، عليك أن تعرفي الفرق بين نوعيه الأول والثاني. سكري النوع الأول على الأرجح مرض من أمراض المناعة الذاتية، أما النوع الثاني فمرتبط بنمط الحياة والعادات الغذائية. تزيد فرص الإصابة بسكري الحمل لديك إذا كان أحد أقربائك من الدرجة الأولى (كأحد الوالدين أو الإخوة) مصابًا بسكري النوع الثاني. تحدثي مع أهلك لتعرفي إن كان هذا هو الحال معك.

حددي عوامل الخطر الأخرى. بجانب الوراثة، هناك عدد من عوامل الخطر التي عليك الانتباه لها وذكرها لطبيبك، مثل: العِرق: بعض الأعراق أكثر عرضة مثل الأمريكيين اللاتينيين والأمريكيين الأصليين والأسيويين. الوزن الزائد قبل الحمل. العمر: 25 عامًا أو أكثر. الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق. ولادة سابقة لطفل كبير الحجم (أكثر من 4 كجم) أو ولادة طفل ميت. اختلال مستوى السكر في الدم قبل الحمل أو نزول السكر في البول. الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.

ضعي خطة حمل. هناك خطوات يمكنك اتخاذها قبل الحمل لتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل: اسشتيري الطبيب عند نية الحمل واطلبي منه المساعدة في وضع خطة للاستعداد بدنيًا وعقليًا وعاطفيًا. قيسي نسبة السكر في الدم قبل نية الحمل بثلاثة أشهر على الأقل لتحديد المستوى الأساسي عندك وما إذا كان طبيعيًا. ضعي خطة لإنقاص الوزن قبل الحمل. لا ينصح بفقدان الوزن خلال الحمل نفسه؛ وبالتالي إذا كان وزنك زائدًا وتخشين من زيادة ذلك لفرص الإصابة بسكري الحمل، فخططي لإنقاص الوزن الزائد قبل الحمل.

جزء 2 تقليل فرص الإصابة بالاستعانة بالفحوصات الطبية

احجزي موعدًا مع الطبيب. اذهبي لطبيب النساء والولادة في أول الحمل وانتظمي في الزيارات التالية طوال الحمل، وذلك حرصًا على صحتك وصحة جنينك. يوصى لمن لديهن خطر متوسط للإصابة بسكري الحمل أن يجرين الفحص المسحي الخاص به ما بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل. إذا كانت فرص الإصابة كبيرة، فقد يقرر الطبيب إجراء الفحص في أول زيارة بعد الحمل.

استعدي لموعد الطبيب. إذا كنت سباقة بالتعلم والاستعداد، فسيمكنك إيصال ما يجول ببالك للطبيب بشكل أفضل. عند حجز الموعد استفسري عما إذا كان الطبيب يريد إجراء فحوصات معينة مسبقًا، مثل مستوى السكر في الدم وما إذا كان هناك استعدادات خاصة قبل الزيارة مثل الصيام أو الامتناع عن أطعمة معينة. خذي معك قائمة بالأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولينها، وكذلك قائمة بأية أعراض أو مخاوف أو أسئلة عندك تريدين رأي الطبيب فيها. أخبري الطبيب ما إذا كنت قلقة بشكل خاص من سكري الحمل سواء بسبب تاريخ العائلة الطبي أو غيره من عوامل الخطر الخاصة بك. اسأليه عما إذا كان ينصح بنظام غذائي أو رياضي معين أو يريد منك عمل فحوصات معينة أثناء الحمل.

أجري الفحوصات. أثناء زيارتك للطبيب، سيطلب منك على الأرجح إجراء فحص مبدئي هو "تحدي الجسم بالجلوكوز" و/أو اختبار لاحق هو "اختبار تحمل الجلوكوز." في اختبار تحدي الجسم بالجلوكوز سيطلب منك تجرع محلول سكري وبعد ساعة يقاس مستوى السكر في دمك. إذا كان مستوى السكر أعلى من الطبيعي، فهذا لا يعني بالضرورة أكثر من أنك عرضة بشكل أكبر للإصابة بسكري الحمل وسيطلب منك إجراء اختبار تحمل الجلوكوز لمعرفة وجود المرض من عدمه، أما إذا كان مستوى السكر يتجاوز 200 مجم/ديسيلتر، فسيعتبر ذلك إصابة بسكري الحمل، وإذا كان ذلك في أوائل الحمل، فالسكري عندك على الأرجح موجود مسبقًا وليس سكري حمل. في اختبار تحمل الجلوكوز سيطلب منك أن تصومي من الليل ثم يقاس مستوى السكر في الصباح، وبعدها تشربين محلولًا سكريًا (بتركيز أعلى هذه المرة) ويقاس الجلوكوز في دمك كل ساعة حتى تمر ثلاث ساعات على شرب المحلول. إذا كان قياسان من الثلاثة أعلى من الطبيعي، فسيكون هذا دليلًا على الإصابة بسكري الحمل.

استمري في متابعة مستوى السكر لديك وغيري من نمط حياتك. اطلبي مشورة الطبيب بشأن الجدول والطريقة المناسبين لك لمتابعة السكر بشكل دوري، وكذلك فيما يخص أية تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة ينصح بها لتقليل أثر سكري الحمل على صحتك وصحة الجنين.

جزء 3 تقليل فرص الإصابة عن طريق النظام الغذائي

تناولي أليافًا أكثر. إذا كنت عرضة لسكري الحمل، فمن المهم المحافظة على استقرار مستويات السكر في الدم (يمكن للألياف أن تساعد على ذلك حيث وجدت دراسة أجريت على النساء قبل الحمل أن زيادة محتوى الألياف اليومي في الغذاء 10 جرامات ارتبطت بانخفاض قدره 26% في فرص الإصابة بسكري الحمل). احرصي على تنازل أليافٍ أكثر للعمل على خفض خطر الإصابة لديك. من الأطعمة عالية المحتوى من الألياف: الحبوب الكاملة والنخالة (الردّة) والفواكه (بالذات الخوخ المجفف) والخضراوات (بالذات خضراء الأوراق).

زيدي من محتوى البروتين. البروتين مكون أساسي من الغذاء الصحي، كما يعطي الكثير من بعض أنواع فيتامين ب والتي تساعد على الوقاية من بعض العيوب الخلقية في الجنين. احرصي على تناول القدر الكافي من البروتين من المصادر قليلة الدهون. اللحم الهبر (قليل الدهون) كالدجاج من المصادر الجيدة للبروتين والآمنة للحوامل. تجنبي الأسماك لارتفاع معدلات الزئبق فيها والتي تشكل خطرًا. الخضروات ذات الأوراق داكنة الخضرة كالقنبيط الأخضر (البروكولي) والسبانخ من المصادر الجيدة للبروتين والحديد أيضًا.

تناولي الفواكه الطازجة باعتدال. الفواكه مفيدة للصحة، لكن تجنبي عصائر الفاكهة المحلاة فالفواكه غنية بالسكريات الطبيعية وهذا ليس بالضرورة أمر مؤذ، لكن كوبًا صغيرًا من عصير البرتقال قد يحتوي معصور عشر ثمرات برتقال كاملة قبل إضافة المحليات الصناعية.

تجنبي الأطعمة "البيضاء" (منها السكر والدقيق والبطاطس النشوية والمعجنات). تؤدي هذه الأطعمة بشكل أكبر إلى ارتفاع السكر في الدم بشكل سريع؛ ولهذا فمن الأفضل التقليل منها قدر الإمكان.

انتبهي إلى مواعيد الأكل وكمياته. يفرز الجسم الأنسولين عند ارتفاع السكر في الدم. عندما تأكلين وجبات ثقيلة أو عندما تتناولين الوجبات على فترات متباعدة، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع سريع في السكر بالدم، والأحسن للجسم أن يفرز الأنسولين بمعدل منتظم بدلًا من إفرازه بشكل مفاجئ على فترات قصيرة يتخللها فترات سكون. تابعي حجم الوجبات وتناولي وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم للمحافظة على معدلات السكر. مثلًا يمكنك تناول وجبة صغيرة من 300-400 سعرة حرارية كل 3 ساعات على مدى اليوم بحيث تتناولين في اليوم خمس وجبات بإجمالي 1500-2000 سعرة حرارية.

جزء 4 تقليل فرص الإصابة عن طريق الرياضة

ابدئي في ممارسة الرياضة قبل الحمل. تساعد ممارسة الرياضة قبل وخلال الحمل على تجنب سكري الحمل. أظهرت دراسات أن النساء اللواتي يمارسن الرياضة لأربع ساعات في الأسبوع أو نصف ساعة في اليوم قبل وأثناء الحمل أقل عرضة لسكري الحمل بنسبة تصل إلى 70%. احرصي دائمًا على استشارة الطبيب لتحديد نوع ومقدار النشاط الرياضي المناسب لك.

اقتصري على التمرينات الرياضية الآمنة للحوامل. من تلك الأنشطة الخفيفة على الجسم المشي والسباحة. تجنبي أية أنشطة عنيفة أو التي تحمل خطر الإصابة بشكل أكبر مثل الرياضات الالتحامية (التي قد يتصادم فيها اللاعبون). في ساحة الانتظار أثناء قضاء حوائجك، اركني السيارة في الطرف البعيد حتى تستفيدي من المشي في إطار أداء المهام المطلوبة.

ليكن هدفك 30 دقيقة يوميًا. ينصح أغلب الأطباء بثلاثين دقيقة من الرياضة في اليوم (لبعض أو أغلب أيام الأسبوع) للنساء الحوامل. يمكنك تقسيم الأنشطة الرياضية على فترات قصيرة كل يوم لتخفيف الضغط على جسمك دون التقليل من المدة الكلية. احرصي على متابعة عدد دقات قلبك أثناء الرياضة ولا تتجاوزي المعدل الموصى به لمن هم في نطاق سنك ووزنك.