علاج البرص و الدعم النفسي والاجتماعي
علاج البرص
يعتبر مرض البرص أو المهق أو البهق أو الأغراب بالإنجليزية Albinism من الأمراض الوراثية وعليه فإنه لا يمكن تحقيق التعافي التام من المرض وتقوم الخطة العلاجية المتبعة في البرص بشكل أساسي على تخفيف شدة أعراض المرض ومراقبة التغيرات التي قد تحدث ويشار إلى أن علاج البرص يتم بمتابعة مع الفريق الطبي الذي يتكون من أطباء الرعاية الأولية وأخصائيو عيون وأخصائيو جلدية ومختصين في علم الوراثة وعند الحديث عن علاج البرص يشار إلى أن العلاج يركز على تقديم العناية المناسبة للعيون ومراقبة الجلد بحثا عن أي علامات غير طبيعية قد تظهر واتخاذ السبل التي تمكن من حماية الجلد والعيون وتخفيف الأعراض التي يشكو منها المريض
العناية بالعين
قد يترتب على الإصابة بالبرص المعاناة من بعض مشاكل العيون وتجدر الإشارة إلى عدم إمكانية تحقيق التعافي التام من اضطرابات العيون المرتبطة بالبرص ولكن هناك بعض الإجراءات التي من شأنها تحسين القدرة على الرؤية مثل ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة الطبية وفي بعض الحالات ينصح الأطباء بممارسة بعض التمارين الخاصة بالعيون تحديدا حالات الإصابة بحول العين بالإنجليزية Squinting أو العين الكسولة المعروفة بالغمش بالإنجليزية Lazy eye وتجدر الإشارة إلى ضرورة الخضوع لفحص العيون الدوري كل سنتين إلى ثلاث سنوات على الأقل بما يمكن من الاطمئنان على صحة العيون والكشف عما إذا تطورت أعراض عيون أخرى أم لا
ارتداء العدسات أو النظارات الطبية
قد ينصح الطبيب بارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة الطبية لتصحيح مشاكل الرؤية التي يعاني منها مرضى البرص بما في ذلك قصر النظر بالإنجليزية Short Sightedness أو طول النظر بالإنجليزية Long Sightedness أو مشكلة اللابؤرية بالإنجليزية Astigmatism ويشار إلى أن النظارات الطبية تعمل على ترشيح وتصفية الأشعة فوق البنفسجية وهذا بدوره يساعد على تحسين الحالة لدى المرضى الذين يعانون من رهاب الضوء بالإنجليزية Photophobia أو الحساسية تجاه الضوء وتجدر الإشارة إلى أن استخدام النظارات الطبية قد يمثل علاجا رئيسيا في العديد من الحالات مثل الحول
الجراحة
تعتبر الجراحة من الإجراءات النادرة التي قد يلجأ لها الطبيب لعلاج بعض مشاكل العين المتعلقة بالبرص وعند الحديث عن الجراحة يشار إلى أن طبيب العيون قد يوصي بإخضاع الشخص لجراحة في العضلات البصرية في سبيل تقليل مشكلة الرأرأة بالإنجليزية Nystagmus وقد يلجأ للجراحة في بعض الحالات في سبيل تصحيح مشكلة الحول والتقليل من شدتها
المعينات البصرية
يساعد استخدام المعينات البصرية على حل بعض المشاكل المرتبطة بالرؤية التي تصيب مرضى البرص وفيما يلي ذكر لبعض أنواع المعينات البصرية
- اعتماد الكتب المطبوعة بخط كبير وواضح عند القراءة
- استخدام العدسات المكبرة
- استخدام شاشات الحاسوب ذات الشاشة الكبيرة
- استخدام البرمجيات التي تتيح تحويل النصوص إلى كلام مسموع أو العكس
- استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية التي تتيح خاصية تكبير الشاشة لرؤية النصوص والصور بشكل أوضح
- تركيب منظار صغير على النظارة الطبية بهدف رؤية الأشياء البعيدة بشكل أوضح
العناية بالجلد
تتضمن العناية بالجلد الحرص على تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة من الوقت أو التعرض لأشعة الشمس الشديدة كما قد يحدث عند الخروج في منتصف النهار وفي الأيام المشمسة التي يصاحبها وجود السحب التي تغطي السماء أو التواجد على ارتفاعات عالية ويجب على المرضى المصابين بالبرص حماية أنفسهم من التعرض للأشعة فوق البنفسجية تجنبا للآثار السلبية التي قد تخلفها هذه الأشعة على الجلد وهناك العديد من الإرشادات التي يمكن اتباعها في سبيل تحقيق العناية بالجلد لمرضى البرص والتي نذكر منها ما يلي
- ارتداء ملابس تغطي الجلد بأكمله وقبعات مناسبة ويتضمن ذلك ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة والقمصان التي لها قبة عالية والقبعات واسعة الحواف وتجدر الإشارة إلى أهمية ارتداء ملابس ذات عامل حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية بالإنجليزية Ultraviolet Protection Factor مرتفع ويختلف عامل الحماية باختلاف الملابس وعادة ما توفر الملابس الثقيلة والمنسوجة بشكل محكم عامل حماية قوي ويمكن إضافة مواد معينة للملابس بهدف زيادة قوة عامل الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن تكون هذه الملابس مريحة
- استخدام واقي شمس بدرجة حماية مناسبة يجب استخدام واقي شمس ذو عامل حماية من أشعة الشمس بالإنجليزية SPF لا يقل عن 50 مع ضرورة تطبيقه على جميع المناطق المكشوفة من الجسم
- الخضوع لفحص الجلد بشكل دوري يجب على مرضى البرص الخضوع للفحص والتقييم الجلدي كل 6 12 شهر إذ يساهم ذلك في الكشف عن التغيرات الجلدية التي قد تحدث بما في ذلك علامات سرطان الجلد أو الآفات التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان
العلاجات الدوائية
قام الباحثون بدراسة تأثير أدوية معينة على مرضى البرص للكشف عن مدى قدرتها على زيادة إنتاج صبغة الميلانين في الشعر والجلد بالإضافة إلى تحسين عملية الرؤية وقد أفادت بعض الدراسات التجريبية التي أجريت على عدد قليل من الأشخاص أن دواء النيتيسينون بالإنجليزية Nitisinone قد يزيد من مستوى صبغة الميلانين بشكل قليل في الشعر والجلد ولكن لا يوجد لهذا الدواء أي تأثيرات في تحسين الرؤية
الدعم النفسي والاجتماعي
قد يتعرض الأطفال المصابين بالبرص إلى الإساءة أو قد يشعر البعض منهم بأنهم أقل من الآخرين نظرا للأعراض التي يعانون منها والتي تجعلهم يبدوا مختلفين عن أفراد العائلة والأقران والأشخاص المحيطين بهم في المجتمع وقد يقف ذلك عائقا يحول دون تكوين العلاقات الاجتماعية وفي هذا السياق يشار إلى حاجة الطفل المصاب بالبرص إلى الدعم من العائلة والمعلمين والزملاء وحتى يحظى مريض البرص بالتعليم المناسب فيجب توفير الإمكانيات التي تدعم ذلك مثل إضاءة مناسبة في الغرف الصفية وتوفير مقعد ببعد مناسب له مع الحرص على توفر المعينات البصرية التي يحتاجها
يجب على الأهل والأصدقاء الاستماع لتجارب مريض البرص خاصة عندما يتحدث عن شعوره ويجب تشجيع المريض على ممارسة الرياضة والعناية بنفسه بالإضافة إلى القيام بالأعمال التي يحبها مثل الكتابة والقراءة وفي هذا السياق يشار إلى إمكانية الاستعانة بطبيب مختص لتقديم الدعم النفسي للمريض وتجدر الإشارة إلى أن التعامل مع مرض البرص ليس أمرا سهلا ومع ذلك قد يؤدي التعامل الصحيح مع هؤلاء المرضى إلى تحقيق الرضا النفسي بالإضافة إلى فهم الطبيعة الإنسانية بشكل أكبر ويمكن أن تساهم مجموعات الدعم النفسي في مساعدة الأطفال والكبار المصابين بالبرص فهي تقلل من الشعور بالوحدة الذي قد يصيب هؤلاء الأشخاص بالإضافة إلى اكتساب المهارات من الآخرين والحصول على معلومات وآراء من شأنها مساعدة المرضى على التعامل مع المشكلات التي تواجههم
فيديو عن علاج البرص
للتعرف على المزيد من المعلومات عن علاج البرص شاهد هذا الفيديو











