علاج التهاب المهبل الفطري

صورة: علاج التهاب المهبل الفطري

التهاب المهبل الفطري من أشهر الأمراض التي تصيب النساء. تعيش الفطريات الخميرية في مهبل المرأة بكميات صغيرة، وتحدث عدوى الفطريات (التي تُعرف كذلك بداء المبيضات) عند نمو الكثير من الفطريات بداخل المهبل. على الرغم تفاوت مستوى المعاناة من الأعراض بين الانزعاج البسيط أو غير المحتمل، يمكن علاج معظم الحالات بسهولة. كل ما عليكِ فعله هو الانتباه لظهور الأعراض، والتي تتضمن: الألم والحكّة والطفح الجلدي والشعور بالحرقة.

طريقة 1 تشخيص حالة العدوى

تفقّدي الأعراض. قد تُشير بعض الأعراض الجسدية إلى الإصابة بعدوى الفطريات المهبلية، وتتضمن أكثر الأعراض شهرة ما يلي: الحكّة والألم وعدم الارتياح العام في منطقة المهبل. ألم أو حرقة أثناء التبوّل أو العلاقة الجنسية. إفرازات بيضاء كثيفة من المهبل (تشبه الجبن القريش). لاحظي أن هذه الأعراض لا تظهر لدى كل النساء.

فكّري في الأسباب المحتملة. إن كنتِ غير متأكدة من تحديد إصابتك بعدوى الفطريات، فكّري بالأسباب المحتملة لعدوى الفطريات: "المضادات الحيوية": تصاب العديد من النساء بعدوى الفطريات بعد تناول المضادات الحيوية لعدة أيام. تتسبب المضادات الحيوية في قتل بعض البكتيريا المفيدة في الجسم، ويشمل ذلك البكتيريا المفيدة التي تمنع نمو الفطريات، ما يؤدي للإصابة بعدوى الفطريات. إن كنتِ تتناولين المضادات الحيوية مؤخرًا وتختبرين حكّة وشعور بالحرقة في المهبل، قد تعانين من عدوى فطريات. "الدورة الشهرية": تزيد احتمالية إصابة المرأة بعدوى الفطريات المهبلية خلال فترة الدورة الشهرية، لذا قد تكونين مصابة بعدوى فطرية إن عانيتِ من الأعراض السابقة خلال فترة الدورة الشهرية. "أقراص منع الحمل": تتسبّب أقراص منع الحمل العادية وأقراص منع الحمل التي تؤخذ بعد العلاقة الجنسية في تغيير مستوى الهرمونات بالجسم، وقد يؤدي ذلك للإصابة بعدوى الفطريات المهبلية. "أمراض أخرى": قد تؤدي بعض الأمراض أو الحالات الطبية - كفيروس نقص المناعة أو السكّري- إلى الإصابة بعدوى الفطريات. "الحمل": تزيد احتمالية الإصابة بعدوى الفطريات خلال فترة الحمل بسبب التغيّرات الهرمونية. "الصحة العامة": قد تؤدي حالات المرض والسمنة وعادات النوم السيئة والتوتر لزيادة احتمالية الإصابة بعدوى الفطريات.

اشتري اختبار حمضية منزلي. في حالة الحمل، هناك اختبارات يمكن إجرائها لتحديد ما إن كنتِ حامل أم لا. تكون درجة حمضية المهبل الطبيعية 4، وهذه الدرجة حمضية قليلًا. اتبعي التعليمات الموجودة على اختبار الحمل. يتم إجراء اختبار الحمل بوضع ورقة الاختبار على جدار المهبل لبضع ثوان. قارني بعد ذلك ورقة الاختبار على الجدول الموجود مع الاختبار. يوضّح اللون المقابل في الاختبار درجة حمضية المهبل. إن كانت نتيجة الاختبار أعلى من 4، يفضّل حينها زيارة الطبيب. لا يدل ذلك على الإصابة بعدوى فطرية، لكنه قد يدل على الإصابة بعدوى أخرى. إن كانت نتيجة الاختبار أقل من 4، فمن المرجّح (وليس الأكيد) إصابتك بعدوى فطرية.

احرصي على تأكيد التشخيص لدى الطبيب. إن لم تكوني قد أُصبتِ بعدوى فطرية من قبل ولم تكوني متأكدة من إصابتك، ينبغي عليكِ حينها تحديد موعد مع طبيب أمراض نساء. سيُجري الطبيب اختبار مهبل سريع، ويستخدم بعد ذلك مسحة قطنية لأخذ عينة من الإفرازات المهبلية لعدّ الفطريات الموجودة فيه. يسمّى ذلك "عدّ الإفرازات". قد يطلب الطبيب مزيدًا من التحليلات لاستثناء أسباب الأعراض الأخرى. على الرغم من شيوع الإصابة بالتهاب المهبل الفطري لدى النساء، إلا أنه لا يمكنك الاكتفاء بتشخيصها سلبًا أو إيجابًا بنفسك، فقد أظهرت الدراسات أن 35% من النساء المُشخصات بعدوى الفطريات بشكل صحيح، لم تتمكنّ من تشخيص إصاباتهنّ بأنفسهنّ. عادة ما يتم الخلط بين عدوى الهيربس وتفاعلات الحساسية تجاه منظفات الغسيل وبين التهاب المهبل الفطري. ضعي في اعتبارك الأعراض الأخرى التي يُحتمل المعاناة منها، مثل: الإفرازات المهبلية غير الطبيعية والألم المهبلي، والتي قد تكون أعراضًا لحالات عدوى أخرى، مثل: التهاب المهبل البكتيري أو داءُ المُشَعَّرات (trichomoniasis). تتشابه مثلا أعراض عدوى الفطريات وأعراض الأمراض الجنسية. إن كنتِ تعانين من عدوى فطرية متكررة، قد يحتاج الطبيب لإجراء مزرعة لتحديد ما إن كانت فصيلة الفطريات المتسببة في العدوى ليست الفطريات المبيضة (c. albicans). يجب على النساء في مرحلة الحمل تجنب أي محاولة لعلاج عدوى الفطريات المهبلية بدون زيارة الطبيب.

طريقة 2 استخدام الأدوية

احذري عند استخدام العلاجات بنفسك. تذكّري أنه لا ينبغي عليكِ علاج عدوى الفطريات بنفسك إلا إن كنتِ متأكدة من التشخيص. ضعي في اعتبارك كذلك أن إصابتك السابقة بالتهاب المهبل الفطري لا تعني بالضرورة قدرتك على تشخيص وضعك الحالي بشكل صحيح. إن كان لديك أدنى شك، استشيري الطبيب.

تناولي علاجات فموية يصفها الطبيب. قد يصف لكِ الطبيب أقراصًا مضادة للفطريات تؤخذ مرة واحدة عن طريق الفم، مثل: فلوكونازول (ديفلوكان)، والتي تمكنك من استشعار الراحة المطلوبة خلال 12-24 ساعة. هذه هي أسرع الطرق وأكثرها فعالية لعلاج عدوى الفطريات. إن كنتِ تختبرين أعراضًا شديدة، اذهبي لزيارة الطبيب على الفور لتحديد الخيار العلاجي المناسب لحالتك.

استخدمي العلاجات الموضعية. يُعد ذلك الحل الأكثر شيوعًا. تتوافر العلاجات الموضعية بوصفة طبية وبدون وصفة طبية. تتضمّن هذه العلاجات الكريمات والمراهم والتحاميل المضادة للفطريات التي تستخدم في منطقة المهبل. يمكن الحصول على معظم الكريمات والمراهم المضادة للفطريات من الصيدليات وبعض المتاجر. إن كنتِ تعانين لإيجاد العلاج، استشيري الصيدلي لتوجيهك. تأتي المواد العلاجية الموجودة في هذه الأدوية من صنف دوائي -مجموعة أدوية لها بُنىّ كيميائية مماثلة- تُسمّى "الآزولات"، ويشمل ذلك: الكلوتريمازول (مايسلكس) والبوتوكونازول (جينيزول أو فيمستات) ونترات الميكونازول (مونيستات) والتيكونازول (فاجيستات-1). تقتضي كل من تلك العلاجات فترات زمنية مختلفة للاستخدام (منها ما يُستخدم مرة واحدة، ومنها ما يستخدم لمدة تصل إلى 3 أيام... إلخ)، لذا ينبغي استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تحديد الخيار الأفضل لحالتك. احرصي على قراءة التعليمات الموجودة مع الأدوية بعناية. تتعرفين من تلك التعليمات على طريقة استخدام الكريمات والتحاميل المهبلية. من المهم جدًا اتباع التعليمات بدقة. إن لم تكوني متأكدة مما يجب فعله، استشيري الطبيب أو الصيدلي، والتزمي بتعليماته بحرص.

أكملي جرعة العلاج. لا تتوقفي عن استخدام هذه العلاجات عند اختفاء الأعراض. استخدمي العلاجات طوال الفترة المحددة حسب التعليمات المرفقة. إن كنتِ تستخدمين علاجات لا تحتاج لوصفة طبية ولم تشعري بارتياح خلال 2-3 أيام، حددي موعدًا مع طبيبك لمناقشة خيارات علاجية أخرى. انتبهي لاستخدام الواقيات الجنسية أثناء وضعك للكريمات أو التحاميل المضادة للفطريات. قد يتسبب الزيت الموجود في بعض الكريمات والتحاميل في إضعاف المادة التي يُصنع منها الواقي.

اعلمي أن العلاج يعتمد على نوع العدوى. تختفي حالات عدوى الفطريات البسيطة خلال عدّة أيام، بينما تتطلّب حالات العدوى الشديدة وقتًا أطول حتى يتم شفائها بالكامل. قد يصف لكِ الطبيب علاجات قد تحتاج إلى أسابيع حتى تكتمل جرعاتها. إن كنتِ تعانين من عدوى الالتهاب بشكل متكرر، ينبغي عليك مناقشة ذلك أيضًا مع طبيبك. قد يكون ذلك دلالة على الاختلال الهرموني أو دلالة على حاجتك لإجراء بعض التغيرات الغذائية. للحفاظ على المستوى الصحيح للفطريات في الجسم، قد يصف لكِ الطبيب أدوية (مثل: ديفلوكان أو فلوكونازول) يتم تناولها مرة أو مرتين أسبوعيًا لمدة تصل إلى 6 أسابيع، بينما قد يصف بعض الأطباء مادة "كلوتريمازول" على شكل تحاميل مهبلية لاستخدامها مرة واحدة أسبوعيًا عوضًا عن تناول الأقراص عن طريق الفم.

طريقة 3 العلاجات المنزليّة (الطبيعية)

اشربي عصير توت مركّز. يمكن للتوت علاج عدوى الفطريات والجهاز البولي والوقاية منها. احرصي على شرب عصير التوت الخالص 100% فقط، لأن شرب عصير التوت الكوكتيل السكري يُزيد الأمر سوءًا. يمكنكِ أيضًا تناول التوت على شكل مكملات غذائية. التوت مفيد على وجه الخصوص للوقاية من الإصابة؛ إن كنتِ تعتقدين أنكِ على وشك الإصابة بعدوى فطرية. لكن إن كنت مصابة بعدوى فطرية بالفعل، يمكن استخدام التوت جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى.

تناولي أو استخدمي الزبادي. تناولي الزبادي أو استخدميه على منطقة المهبل. يمكنكِ أيضًا استخدام الزبادي بداخل المهبل مباشرة عن طريق استخدام جسم سرنجة دون إبرة أو عن طريق استخدام الزبادي في السدادات البلاستيكية ومن ثم تجميدها ووضعها في المهبل. الفكرة هي أن الزبادي يحتوي على سلالات بكتيرية (المُلَبِّنَةُ الحَمِضَة) تساعد على استعادة المستوى الصحي للبكتيريا في المهبل. لقد أبلغت بعض النساء عن نجاح الزبادي المحتوى على بكتيريا "المُلَبِّنَة"، على الرغم من أن هذه الطريقة غير مؤكدة علميًا. في المقابل، أشارت الكثير من الدراسات إلى أن فائدة أكل الزبادي محدودة أو منعدمة عند استخدامه لعلاج عدوى الفطريات.

تناولي البروبايوتكس. يمكنكِ أيضًا تناول مكملات غذائية تحتوي على بكتيريا (المُلَبِّنَةُ الحَمِضَة) التي تعرف عادة باسم البروبايوتكس. يمكن شراء هذه المكملات من معظم متاجر الأغذية والصيدليات. تستخدم بعض النساء أيضًا تحاميل تحتوي على البروبايوتكس للمساعدة على علاج عدوى الفطريات، على الرغم من أن الأدلة التي تثبت فعالية التحاميل في علاج العدوى محدودة وتحتاج إلى مزيد من البحث. بشكل عام، البروبايوتكس مادة مفيدة لأنها مشابهة للبكتيريا المفيدة الموجودة في الجسم بالفعل. أضيفي إلى ذلك أن البروبايوتكس تستخدم منذ زمن بعيد، كتلك الموجودة في الأطعمة والمشروبات المخمّرة والحليب. على أيّ حال، هناك حاجة للمزيد من الأبحاث التي تُثبت أمان تناول البروبايوتكس بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ككبار السن والأطفال الصغار. استشيري طبيبك دائمًا قبل استخدام البروبايوتكس عن طريق الفم أو المهبل. تفضل غالبية السيدات تناول البروبايوتكس من خلال الفم عوضًا عن المهبل.

قللي من تناول السكر والكافيين. قد يتسبب السكر الموجود في الشيكولاته والحلوى وعصائر الفواكه بارتفاع مستوى السكر في الدم، ويؤدي ذلك إلى تعزيز نمو الفطريات. يمكن للكافين أيضًا زيادة سوء تأثيرات السكر عن طريق زيادة سرعة ارتفاع السكر بالدم. إن كنتِ تعانين من عدوى الفطريات بشكل متكرر، ينبغي عليكِ تقليل كمية استهلاكك للسكر والكافيين بشكل دوري.

انتبهي لما ترتدينه. تجنّبي السراويل الضيقة وارتدي الملابس الداخلية القطنية للسماح بوصول الهواء إلى المهبل والحفاظ على برودته. تحب الفطريات الأجواء الرطبة الدافئة، لذا احرصي على ارتداء ملابس توفّر الجفاف ووصول الهواء إلى المهبل لمنع تكاثر الفطريات في هذه المنطقة. غيّري ملابسكِ الداخلية كل يوم وارتدي سراويل واسعة وتنانير. غيّري الملابس المبتلة في أسرع وقت ممكن، ويتضمن ذلك ملابس السباحة وملابس التدريبات. تجنّبي حمّامات الماء الدافئ أو الساخن، بما أن الفطريات تحب الدفء، وتجنّبي الأماكن المبتلة.

استخدمي أقراص ألكا سيلتزر. على الرغم من أن هذه الأقراص تباع على أنها أقراص مساعدة على تخفيف ألم المعدة والدوار والألم، إلا أن حامض الستريك الموجود فيها يمكنه علاج حالات عدوى الفطريات في مرحلة مبكرة.

استخدمي خلّ التفاح. يمكن أن يساعد استخدام خل التفاح المخفف بالماء كغسول للمهبل على علاج عدوى الفطريات. يمكنكِ استخدام هذا المزيج كغسول للمهبل مرة أو مرتين يوميًا. يمكنكِ أيضًا استخدام خل التفاح على المهبل مباشرةً باستخدام قطعة قطنية، وهو ما يؤدي لتخفيف الالتهاب وإراحتك من الحكّة.

استخدمي زيت جوز الهند. زيت جوز الهند علاج رائع عند الإصابة بعدوى الفطريات. يمكن أن يؤدي استخدام زيت جوز الهند على المهبل بصورة منتظمة، مرّتين يوميًا على الأقل، إلى قتل الفطريات والتخلّص من الالتهاب تمامًا.

الثوم: الثوم أحد العلاجات الفعالة الأخرى لعلاج عدوى الفطريات. اقطعي فصّ ثوم إلى نصفين وضعيهما بداخل المهبل طوال الليل. كرّري الإجراء لعدة ليالٍ لملاحظة النتائج. احذري على أي حال لأن الثوم قد يحفّز تفاعل حكّة في منطقة المهبل، وقد تتضايقين أيضًا من رائحته.