مراحل هضم الطعام عند الإنسان و مدة هضم الطعام
مراحل هضم الطعام عند الإنسان
تعبر عملية الهضم بالإنجليزية Digestion عن مجموعة من العمليات التي يتم فيها تحطيم الطعام إلى جزيئات صغيرة مما يسهل امتصاصها إلى الدم وتمر عملية الهضم بالعديد من المراحل وفيما يأتي بيانها بشيء من التفصيل
مرحلة المضع والبلع
تبدأ عملية الهضم بمرحلة المضغ والبلع وفيما يأتي بيان أجزاء الجهاز الهضمي في هذه المرحلة والعمليات التي تتم خلالها
- الأسنان منذ لحظة وضع الطعام في الفم تساهم الأسنان في مهمة الهضم الميكانيكي من خلال مضغ وتقطيع الطعام ويهدف الهضم الميكانيكي إلى تسهيل حركة الطعام وزيادة مساحة السطح وذلك من خلال تقطيع الطعام إلى أجزاء صغيرة دون التأثير في طبيعته الكيميائية وبالتالي تساعد عملية المضغ على سهولة بلع الطعام وتسريع عمليات الهضم الكيميائية في السبيل الهضمي فيما بعد ويمتلك الشخص البالغ 32 سنا بشكل طبيعي
- إفراز اللعاب يتم إفراز اللعاب من الغدد اللعابية ويحتوي اللعاب على سائل مخاطي يساعد على تليين الطعام الممضوغ بالإضافة لإنزيم الأميلاز بالإنجليزية Amylase الذي يبدأ بهضم النشويات أو الكربوهيدرات وذلك من خلال عملية الهضم الكيميائية التي يتم خلالها إنتاج إنزيمات هاضمة تحول الطعام إلى عناصره الكيميائية ولذلك فإن مرحلة المضغ تتضمن عمليات هضم ميكانيكية وكيميائية وتقتصر عملية الهضم الكيميائية في هذه المرحلة على هضم الكربوهيدرات ويشار إلى أن الغدد اللعابية توجد خلف وتحت اللسان
- المريء يتم دفع الطعام الجاهز للبلع عبر مدخل أنبوبي يعرف بالبلعوم بالإنجليزية Pharynx ثم إلى المريء بالإنجليزية Esophagus ويشار إلى أن الجهاز الهضمي يحرك وينقل الطعام بداية من مرحلة البلع عن طريق الحركة الدودية بالإنجليزية Peristalsis وهي مجموعة من الانقباضات المتواترة للعضلات الملساء اللاإرادية الموجودة في الجهاز الهضمي وتشبه هذه الانقباضات في حركتها الأمواج ويشار إلى أن طول المريء يصل إلى 25 سنتيميتر تقريبا وهو أنبوب مرن ينقل الطعام من أسفل الحلق إلى المعدة وبجوار المريء أسفل الحلق توجد القصبة الهوائية التي تسمح بدخول الهواء من وإلى الجسم وعند البلع يغلق لسان المزمار أو اللهاة بالإنجليزية Epiglottis فتحة القصبة الهوائية لمنع دخول الطعام والشراب إليها وضمان مروره عبر المريء ويحتاج الطعام الصلب ما يتراوح بين 4 8 ثوان للعبور من خلال المريء إلى المعدة والسوائل تحتاج ما يقارب ثانية واحدة فقط وبعد وصول الطعام إلى نهاية المريء تحفز المصرة المريئية السفلى أو العضلة العاصرة السفلى للمريء بالإنجليزية Lower esophageal sphincter الفاصلة بين المريء والمعدة الاسترخاء والسماح للطعام بالدخول إلى المعدة
مرحلة الهضم في المعدة
المعدة بالإنجليزية Stomach هي عضو يشبه الكيس ويشبه في شكله حرف J في اللغة الإنجليزية وتتصل المعدة مع نهاية المريء ولها وظائف مهمة في عملية الهضم نبينها فيما يأتي
- تخزين الطعام قبل إتمام عملية الهضم
- تكسير الطعام إلى أجزاء صغيرة وتحويله إلى مزيج سائل
- تفريغ المزيج السائل بشكل تدريجي إلى الأمعاء الدقيقة
يشار إلى أنه قبل البدء بتناول الطعام تنتقل مجموعة من الإشارات العصبية من الدماغ إلى المعدة لإفراز العصارة الهاضمة وذلك للتحضير لاستقبال الطعام وبعد البدء بتناول الطعام ترسل المستقبلات الخاصة في المعدة إشارات خاصة لتحفيز إفراز المزيد من العصارة الهاضمة وتحفيز عضلات المعدة للانقباض بشكل أكبر وتنتج المعدة ما يقارب اللترين من العصارة الهاضمة يوميا وللعصارة الهاضمة حموضة عالية جدا وتساهم في القضاء على الأجسام الممرضة والبكتيريا التي قد تصل إلى المعدة أثناء تناول الطعام كما تنتج بطانة المعدة طبقة مخاطية سميكة تحيط بها وتحميها من حموضة العصارة الهاضمة أما بالنسبة لمكونات العصارة الهاضمة التي يتم إنتاجها أيضا من الخلايا المبطنة للمعدة فهي تتكون من المواد والعناصر الآتية
- حمض الهيدروكلوريك بالإنجليزية Hydrochloric acid واختصارا HCl
- إنزيم الببسين بالإنجليزية Pepsin
- مجموعة من السوائل الهاضمة الأخرى
يبدأ الهضم الكيميائي للبروتينات من المعدة أما بالنسبة للوقت الذي يحتاجه الطعام داخل المعدة فيعتمد على نوع الطعام والعناصر المغذية التي يحتويها إذ تحتاج الوجبات الغذائية الغنية بالبروتينات أو الدهون وقتا أطول للهضم في المعدة مقارنة بالوجبات الغنية بالكربوهيدرات وبالعادة يستمر وجود الطعام في المعدة عدة ساعات بعد الوجبة ليتم تفريغه بشكل كامل إلى الأمعاء الدقيقة ويطلق مصطلح الكيموس بالإنجليزية Chyme على السائل الكثيف الذي ينتج عن خلط الطعام المهضوم بالعصارة الهاضمة في المعدة وبعد اختلاطه جيدا يتم تحفيز مجموعة من الانقباضات العضلية لدفعه نحو صمام المعدة المعروف بالبواب بالإنجليزية Pylorus إذ يتم تفريغ ما يقارب 4 ملليلتر من الكيموس مع كل ارتخاء للصمام ثم يتم دفع الكيموس نحو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة والمعروف بالاثني عشر بالإنجليزية Duodenum
مرحلة الهضم في الأمعاء الدقيقة
تقسم الأمعاء الدقيقة إلى ثلاثة أقسام تشريحية رئيسية وهي الاثنا عشر والصائم بالإنجليزية Jejunum واللفائفي بالإنجليزية Ileum وعند دخول الكيموس إلى الاثني عشر وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة تساهم عدة أعضاء في جسم الإنسان في إفراز العصارة المساعدة على الهضم والأعضاء الثلاثة المساعدة هي كالآتي
- البنكرياس يفرز البنكرياس ما يقارب لترا ونصف لتر يوميا من عصارة البنكرياس الهاضمة عبر قناة تصله بالاثني عشر وتحتوي هذه العصارة على الماء بشكل رئيسي وإنزيمات هاضمة وأيونات البيكربونات بالإنجليزية Bicarbonate ions التي تعادل حموضة الكيموس القادم من المعدة والإنزيمات وتتضمن إنزيمات البنكرياس إنزيم الأميلاز لاستكمال هضم الكربوهيدرات وإنزيم التريبسين بالإنجليزية Trypsin الذي يساعد على هضم البروتينات وإنزيم الليباز بالإنجليزية Lipase لهضم الدهون
- الكبد ينتج الكبد العصارة الصفراوية بالإنجليزية Bile وهي سائل أخضر مائل للصفرة وتساعد على هضم الدهون من خلال عملية الاستحلاب بالإنجليزية Emulsification وتحطيم كريات الدهون الكبيرة إلى جزيئات صغيرة جدا يسهل هضمها
- المرارة هي كيس صغير على شكل حبة الكمثرى تقع تحت الكبد على الجانب الأيمن من البطن وعند تناول الدهون تحفز المرارة لإفراز العصارة الصفراوية عبر القناة الصفراوية المشتركة بالإنجليزية Common bile duct إلى الأمعاء الدقيقة إذ يتم تخزين العصارة الصفراوية في المرارة قبل إفرازها
يتم مزج الكيموس وعصارة البنكرياس والعصارة الصفراوية في الاثني عشر حيث تستكمل إنزيمات البنكرياس والعصارة الصفراوية عملية الهضم الكيميائي لمكونات المعدة ويشار إلى أن الطعام في الاثني عشر يتم هضمه بكميات صغيرة فقط لذلك يتم تفريغ محتويات المعدة بالتدريج إلى الأمعاء وبعد الانتهاء من هضم الطعام في منطقة الاثني عشر يتم دفع الطعام إلى الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة المتمثل بمنطقة الصائم واللفائفي ليتم امتصاص الجزء الأكبر من العناصر المغذية في هاتين المنطقتين وذلك لاحتوائهما على الملايين من الزغابات المعوية بالإنجليزية Villi التي تشبه الأصابع وتتصل كل زغابة معوية بشبكة من الشعيرات الدموية التي تنقل العناصر المغذية الممتصة لمجرى الدم إلا أن منطقة الصائم تمتلك مساحة سطح أكبر لذلك تتم فيها معظم عمليات الهضم والامتصاص ويمكن أن يقوم اللفائفي بهذه المهمة في حال وجود مشكلة صحية في الصائم ويشار أن فيتامين ب 12 يتم امتصاصه في اللفائفي أيضا ويستمر وجود الطعام أو الكيموس في الأمعاء الدقيقة لمدة قد تصل إلى 4 ساعات ليتحول خلالها إلى مزيج مائي رقيق جدا
مرحلة الهضم في الأمعاء الغليظة
يمر الطعام خلال مرحلة الهضم الأخيرة بأجزاء الجهاز الهضمي الآتية
- القولون إن المهمة الرئيسية للأمعاء الغليظة بالإنجليزية Large intestine أو القولون بالإنجليزية Colon هي امتصاص الماء من الكيموس أو بقايا الطعام التي لم يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة بالإضافة إلى إعادة امتصاص الماء الموجود في العصارة الهاضمة وعصارة البنكرياس لتتم الاستفادة منه مرة أخرى والمحافظة عليه ولا تتم في القولون أي عمليات هضم ميكانيكية أو كيميائية إلا التي تتم من خلال البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في القولون ويفوق العدد المتوقع للبكتيريا الموجودة في القولون عدد خلايا الجسم تقريبا ولكن معظم هذه البكتيريا غير ضارة وقد يكون بعضها مفيدا للصحة وعمليات الهضم وفيما يأتي بعض فوائدها
- إنتاج بعض العناصر الغذائية المهمة من الألياف غير المهضومة مثل فيتامين ك وسلاسل قصيرة من الأحماض الدهنية بالإنجليزية Fatty acids
- امتصاص بعض المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم
- يساهم هضم الألياف من قبل البكتيريا في المحافظة على الخلايا الموجودة في جدران الأمعاء الغليظة وتغذيتها والمحافظة على صحة القولون
- المستقيم بالإنجليزية Rectum في نهاية رحلة الطعام يتشكل البراز ويتم تخزينه في الجزء الأخير من القولون والمعروف بالمستقيم قبل التخلص منه إلى خارج الجسم عبر فتحة الشرج بالإنجليزية Anus
ويشار إلى أن البراز يتشكل بعد وجود الكيموس في القولون لمدة تترواح بين 3 10 ساعات تقريبا وعندها يتحول إلى الحالة شبه الصلبة نتيجة امتصاص معظم الماء الموجود فيه ويستغرق مرور البراز عبر القولون كاملا حوالي 36 ساعة في الحالات الطبيعية ثم تدفع حركة عضلات القولون البراز تجاه المستقيم وتجمع البراز في المستقيم يؤدي لتمدد جدار المستقيم وبالتالي تحفيز بعض المستقبلات الخاصة لإرسال إشارات عصبية إلى الحبل الشوكي وهو ما يؤدي لإرسال إشارات عصبية من الحبل الشوكي إلى العضلات في المستقيم لتقوم بدفع البراز إلى خارج الجسم وفتح عضلة المصرة الشرجية الأولى وتبقى عضلة المصرة الشرجية الثانية أو الخارجية تحت التحكم الإرادي ليتمكن الشخص من تحديد الوقت المناسب للتبرز
مدة هضم الطعام
تحتاج عملية هضم الطعام مدة تتراوح بين يوم إلى ثلاثة أيام بناء على عدة عوامل مختلفة ومنها ما يأتي
- الأمراض المعاناة من بعض المشاكل الصحية في الجهاز الهضمي كمتلازمة القولون المتهيج بالإنجليزية irritable bowel syndrome
- نوع وكمية الطعام إذ يحتاج الطعام الغني بالدهون والبروتينات لفترة أطول لهضمه مقارنة بالفواكه والخضراوات
- الجنس إن عملية الهضم عند النساء تحتاج وقتا أطول مقارنة بالرجال
التحكم في عملية الهضم
يتم التحكم بعملية الهضم من خلال التنسيق بين الأعصاب والهرمونات حيث تتدفق الإشارات العصبية ذهابا وإيابا بين الجهاز الهضمي والدماغ وفيما يأتي توضيح دور كل من الهرمونات والأعصاب
الهرمونات
يتم إنتاج عدد من الهرمونات المختلفة وإفرازها من الخلايا المبطنة للمعدة والأمعاء الدقيقة لتنظيم عمل الجهاز الهضمي حيث تحفز إنتاج العصارة الهاضمة عند الحاجة إليها وترسل إشارات للدماغ في حال الشبع أو الجوع كما ينتج البنكرياس عددا من الهرمونات المهمة للهضم
الأعصاب
تلعب الأعصاب دورا خلال مرحلة الهضم ويتمثل في شقين وفيما يأتي بيانهما
- مجموعة الأعصاب التي تصل بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي الذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي وتلعب دورا في التحكم في بعض وظائف الجهاز الهضمي
- الجهاز العصبي المعوي بالإنجليزية Enteric nervous system واختصارا ENS وهو جهاز عصبي خاص بالجهاز الهضمي يوجد داخل جدران الجهاز الهضمي فوجود الطعام في الجهاز الهضمي يتسبب بتمدد جدرانه وبالتالي يتم تحفيز الجهاز العصبي المعوي لإفراز عدد من العناصر التي تؤخر أو تزيد من حركة الطعام وإنتاج العصارة الهاضمة وذلك من خلال إرسال إشارات عصبية للتحكم بانقباض عضلات الجهاز الهضمي وارتخائها