منع التهاب الثدي

صورة: منع التهاب الثدي

يسبب التهاب الثدي (أي التهاب أنسجة الثدي) الألم والتورم ويحدث عادةً لدى الأمهات المرضعات عند دخول البكتيريا للثدي من خلال التقرحات أو الحلمات المتشققة أو نتيجة للحليب المتروك في الثدي بعد الرضاعة. يتم منع التهاب الثدي بالعناية المناسبة للثديين والحلمات وممارسة الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح.

جزء 1 ممارسة الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح

تعرفي على كيفية الرضاعة الطبيعية من أخصائي الرعاية الصحية. يمكن أن يحدث التهاب الثدي في أي لحظة في أثناء عملية الرضاعة، ولكن يعاني العديد من النساء من التهاب الثدي في الأسابيع الأربعة الأولى من الرضاعة حيث يكون الثدي مُحتقنًا ويحدث ذلك في كثير من الأحيان في الأمهات الجدد اللاتي يختبرن الرضاعة الطبيعية لأول مرة. قومي بالتحدث إلى الطبيب حول كيفية الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح لتجنب حدوث التهاب في ثدييك. يقدم لكي الطبيب بعض الكتيبات أو المعلومات التي تهيئ للحمل والولادة والرضاعة الطبيعية والأسابيع القليلة الأولى مع طفلك الجديد، وإذا لم تحصلي على هذه المواد قومي بطلبها. لا تترددي بعد ولادة طفلكِ في التحدث إلى المختصين إذا كنتِ بحاجة إلى مساعدة في معرفة المزيد عن الرضاعة الطبيعية. من المهم التعلم كيفية الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح لضمان حصول طفلكِ على المواد الغذائية التي يحتاجها ولمنع التهاب الثدي.

يجب الحفاظ على مواعيد ثابتة للرضاعة الطبيعية. وجود أوقات للرضاعة المنتظمة يمنع امتلاء الثديين باللبن؛ يُمكن للثدي الممتلئ أن يؤدي إلى حدوث الاحتقان الذي يسبب بدوره إلى الالتهاب فيه، لذلك يجب عليكِ أن تقومي بإرضاع طفلك كل ساعة أو ثلاث ساعات أو كلما كان طفلكِ جائعًا. قومي بضخ الحليب لتفريغ ثدييك في الوقت المحدد لإرضاع الطفل إذا اضطررتِ إلى إخلاف موعد الرضاعة، أما إذا شعرتِ بامتلاء ثدييك قبل وقت الرضاعة المقرر فمن المهم أن يتم تفريغهما. يعمل بقاء اللبن في الثدي على تغليظ قوامه مما يعيق تدفقه وربما يؤدي إلى التهاب فيه. لا يجب عليكِ انتظار إشارة الجوع من طفلكِ، فالطفل يرضع القليل فقط في أثناء الرضاعة لذلك لا تخافي إيقاظ طفلكِ إذا اضطررتِ لذلك. من الأفضل أن تقاطعي نوم الطفل وتفرغي ثدييك بدلًا من أن تُعرضي ذاتك لخطر الإصابة بالتهاب الثدي.

دعي طفلك يرضع لطالما كان ذلك ضروريًا. يجب عليكِ رضاعة طفلكِ كلما كان هذا ضروريًا لإفراغ ثدييك من الحليب، فجميع الأطفال لديهم احتياجات مختلفة للرضاعة وجميع الأمهات لديهم إمدادات اللبن في الأوقات المختلفة. يفرغ بعض الأطفال الثدي تمامًا في 10 دقائق بينما يمكن لأطفال آخرين أن يستمروا في الرضاعة لمدة تصل إلى 30 دقيقة على كل ثدي. تعرفي على احتياجات طفلكِ من الرضاعة واسمحي له بأخذ الوقت الذي يحتاجه لتفريغ ثدييك تمامًا. يجب عليكِ عدم وضع فترة زمنية محددة لمدة الرضاعة. من المهم أن يستهلك الطفل الوقت الكافي لإفراغ الثدي من الحليب تمامًا خلال كل رضعه. يترك معظم الأطفال الثدي عند الانتهاء من الرضاعة لذلك لا تبعدي ثدييك قبل انتهاء طفلك من الرضاعة.

بادري بالرضاعة في كل مرة مع الثدي المعاكس. إذا قمتي بإرضاع الطفل من الثدي الأيسر أولًا في أثناء الرضاعة السابقة فقدمي الثدي الأيمن في مرة الرضاعة القادمة وذلك لأن التناوب بين الثديين يقلل من فرص الإصابة بالتهابهما. تجد بعض الأمهات في بعض الأحيان صعوبة في تذكر الثدي الذي أرضعت منه في المرة السابقة، لذا تجد بعضهن أنه من المفيد ارتداء "أساور الرضاعة" على المعصم جهة الثدي الذي قمن بالإرضاع منه. يمكنكِ شراء أساور الرضاعة من متاجر مستلزمات الأطفال أو استخدام أساور تمتلكيها بالفعل واستخدمِها في هذه المهمة.

تأكدي من إحكام غلق طفلك لفمه بشكل صحيح حول الثدي. يمكن أن يؤثر إغلاق الفم بشكل غير مُحكم على حلمة ثدييك ويعيق التدفق الصحيح للحليب. . ابحثي عن طرق للحصول على معلومات حول تقنيات لإحكام فم الطفل على الثديين بطريقه صحيحة، وإذا كان طفلكِ يواجه مشكلة في هذا الأمر قومي باستشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة الطبيعية. يجب أن يكون وضع الطفل مستقيمًا مع اقتراب صدره من صدركِ ورفع الثدي بيديكِ في أثناء الرضاعة للمساعدة في تدفق اللبن ومن أجل إحكام غلق الطفل لفمه بشكل صحيح حول الثدي. يمكنكِ أيضًا تدليك الثدي بلطف قبل السماح للطفل بالرضاعة للمساعدة في تدفق الحليب. قومي بتدليك حلمتيكِ حتى بروزهما ليتمكن الطفل بالتقاطهما بشكل صحيح إذا كنتِ تمتلكين حلمات مستوية.

جربي أوضاعًا مختلفة لكل مرة في الرضاعة. قومي باستخدام الوسائد للراحة وسهولة الرضاعة فهذا يساعد أيضًا على ضمان إفراغ ثدييك تمامًا في نهاية كل رضعه. قومي باختيار الأوضاع التي تسمح للحليب بالتدفق إلى أسفل لطفلكٍ. يمكنك على سبيل المثال محاولة الرضاعة وأنتِ مستلقية على الجانب الأيسر للمساعدة في منع انسداد الجانب الأيمن. يمكنكِ أيضًا محاولة الرضاعة حال استنادكِ على يديكِ وقدميكِ بينما يكون طفلكِ أسفل منكِ.

تجنبي إعطاء قِنّيْنَةُ الإِرْضاع لطفلك بين الرضاعة والأخرى. لا تعطي قنينة الإرضاع لطفلكِ بين أوقات رضاعتك له لكي يحدث تفريغ للثدي ويمنع من التهابه، لأن هذا يقلل شهيته وقت الرضاعة. لاحظي أن تقديم قنينة الإرضاع للطفل يسبب الارتباك لديه عند التنقل بين نوعين من الحلمات، ففي حالة إعطاء طفلكِ قنينة الرضاعة ربما يفضلها لأن الحليب يتدفق خلالها أسرع بكثير وقد يرفض صدرك أيضًا أو يعاني من صعوبات في الرضاعة.

جزء 2 الحفاظ على صحة جسدكِ

احصلي على ثمان ساعات على الأقل من النوم. كونك أم فإن ذلك يتطلب منك حجم رعاية كبيرة لطفلك، وبالإضافة إلى العناية باحتياجات طفلك من المهم تلبية احتياجاتكِ الخاصة وحصولك على الكثير من الراحة. اطلبي من شريك حياتكِ رعاية الطفل واحصلي على استراحة سريعة لمدة 10 دقائق إذا كنتِ تشعرين بالتعب الشديد. يمكن أن يساهم كل من الإجهاد والحرمان من النوم في خفض المناعة وزيادة فرص العدوى مما يؤدي إلى حدوث التهاب الثدي. حاولي النوم على ظهرك لتجنب حدوث ضغط على ثدييك في أثناء النوم في الليل. تجنبي ارتداء حمالة الصدر في السرير، لأن ارتداء حملات الصدر من شأنها الضغط على قنوات الحليب الحساسة لديكِ والتي يمكن أن تلتهب. إذا حدث التهاب يمكن لقنوات الحليب أن تنسد مما يزيد من احتمالية حدوث التهاب بالثدي. قومي باستخدام وسادة الجسم لمساعدتكِ في الحصول على وضع مريح لا يسبب الضغط على ثدييك إذا كنت تفضلين النوم على جانبيك.

تجنبي ارتداء الملابس الداخلية الضيقة أو حمالات الصدر الضيقة على مدار اليوم. تجنبي ارتداء حمالات الصدر كلما كان ذلك ممكنًا لتجنب الضغط على قنوات الحليب واحرصي على ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة حتى لا تضغط على ثدييك. يجب أن تكون حمالة الصدر المخصصة للرضاعة مثبتة بشكل صحيح على جسمكِ ويجب أن تكونِ قادرة على الانحناء إلى الأمام عند وقت ارتدائك لحمالة الصدر لضمان دخول كامل الثدي بداخلها. بحيث لا يبرز أي جزء من الثدي من حواف حمالة الصدر. يجب عليكِ تجنب ارتداء ملابس أخرى مثل ملابس السباحة الضيقة وتجنب حمل حقائب الكتف الثقيلة مثل حقائب الحفاظات.

قومي بالعناية بالحلمات المتشققة. تعتبر الحلمات المتشققة مدخلًا للبكتيريا وتسبب التهابات في ثدييك، فمن الشائع جدًا حدوث تشقق للحلمات في أثناء الرضاعة لذا يمكنكِ منع الحلمات من التشقق عن طريق القيام بما يلي: اسمحي للحلمات أن تجف في الهواء بعد الرضاعة، فهذا هو أفضل من تجفيفهما بالمنشفة أو غسلها في كل مرة مما قد يسبب الجفاف. قومي بتدليك ثدييك بكريم "اللانولين". ابحثي عن كريم طبيعي خالٍ من الكحول يمكنك استخدامه لعلاج الحلمات الجافة والمتشققة.

جزء 3 تعرفي على أعراض التهاب الثدي

لاحظي إذا ما كنتِ تعانين من أعراض تشبه الأنفلونزا أو تشعرين بالتعب والإرهاق. تبدأ العديد من الأمهات المُصابة بالتهاب الثدي الشعور بأنهن يحملن إصابة بالأنفلونزا مع أعراض مثل ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الجسم والرجفة والإرهاق. هذه هي الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الثدي. قومي بقياس درجة الحرارة. إذا كنتِ تشعرين بالمرض وتعتقدين أنكِ مُصابة بالتهاب الثدي، يمكن أن تكون درجة حرارتك أعلى من 38.3 درجة مئوية وهي مؤشر للإصابة بالتهاب الثدي.

تحققي من وجود التهاب أو احمرار أو تورم في ثدييك. هذه الأعراض غالبًا ما تحدث عند انسداد قنوات اللبن قبل تطور التهاب الثدي. يمكن أن يساعدكِ الكشف عن هذه الأعراض في وقت مبكر على اتخاذ خطوات لعلاج المشكلة قبل تطور التهاب الثدي. يظهر الجلد فوق الثديين لامعًا مع وجود خطوط حمراء. قد يكون الثديان حساسان للغاية ودافئان عند لمسهما وقد تشعر الأم بالألم عند محاولة الرضاعة الطبيعية. يحدث التهاب الثدي عادة في الأسابيع القليلة الأولى من الرضاعة الطبيعية على الرغم من إمكانية حدوثه في أي وقت أثناء الرضاعة الطبيعية. يجب الوضع في الاعتبار أن التهاب الثدي يميل إلى التأثير على ثدي واحد فقط.

قومي بمراجعة الطبيب إذا لم تبدأ الأعراض في زوالها. إذا كنتِ لا تشعرين بتحسن في ثدييك مع استمرار الارتفاع في درجة الحرارة أو إذا كانت حالتكِ تتدهور مع مرور الوقت، فهناك احتمالية بإصابتك بعدوى أدت إلى التهاب بالثدي ومن ثم يجب الحرص على الرعاية الطبية الفورية يصف الطبيب جرعة من المضادات الحيوية إذا قرر الطبيب وجود التهاب بالثدي نتيجة عدوى. يمكن لالتهاب الثدي أن يتحول إلى خُراج والذي من الصعب جدًا علاجه. ينطوي علاج الخُراج على جراحة تغيير شكل الثدي، لذلك من المهم رؤية الطبيب حال تمت الإصابة بالالتهابات على الفور.

واصلي الرضاعة الطبيعية. سوف تحتاجين إلى مواصلة الرضاعة الطبيعية حتى لو كان لديكِ عدوى فهي لن تتنقل للطفل. منع الرضاعة الطبيعية عند الإصابة بالتهاب الثدي يمكن أن يزيد من سوء العدوى لديكِ. تحدثي مع طبيبك حول طرق تقليل الألم