الحل السحري لتعزيز ثقة الطفل بذاته

صورة: الحل السحري لتعزيز ثقة الطفل بذاته

الثقة بالذات هي إحدى السمات أو الصفات التي يكتسبها الطفل خلال مراحل حياته المختلفة ،هذه الثقة يتم بنائها من خلال التجارب التي يمر بها الطفل ويستطيع إجتيازها وتحقيق نجاح ملحوظ فيها ، ولكن في بعض الفترات تهتز ثقة الأطفال بنفسهم فيحتاجون إلى من يرشدهم ويساعدهم في تعزيز ثقتهم بنفسهم ، وهناك أشياء يجب على الأم الإهتمام بها سنعرضها في السطور التالية .

دور الأم في تعزيز ثقة الطفل بذاته
عدم التحدث عن الطفل بطريقة سلبية لأن ذلك سيؤثر على سلوكه ونظرته الشخصية لنفسه ، فيولد ما يعرف بالنبؤات الذاتية ،فعندما ينعت الأب أو الأم أحد الأبناء دائما بكلمة غبي ،فإن الطفل سيترسخ بعقله أنه غبي وغير قادر على التحصيل الدراسي ،أو أنه ليس على نفس الدرجة من الذكاء مثل باقي الأشخاص ، ستتحول المشكله هنا من نظرة الأهل للطفل على أنه غبي إلى نظرة الطفل لنفسه  ،مما يسبب مشاكل نفسية كبيرة للطفل تجعله يرفض المحاولة أو التجريب لأي شيء جديد لإعتقاده المسبق بأنه لن يستطيع فعل أي شيء وسيفشل لا محالة .

علامات تأثر الطفل بالنقد السلبي
تتأثر نظرة الطفل لنفسه فتجده الأم يكرر عبارات مثل ،لا أستطيع ،إنه صعب للغاية ،لن أستطيع أن أتعلم القراءة ،هنا وعند هذه النقطة تحديداً يجب أن تستغل الأم هذه الفرصة وتحاول تعزيز ثقة طفلها بنفسه فتخبره أنه قادر على فعل الأشياء في حدود إمكانياته الصغيرة كطفل ، وأن آداؤه سيتطور خلال مراحل نموه وتطوره المختلفة، ماتغفله بعض الأمهات هو أن إحساس الطفل وشعوره بالإحباط يؤدي إلى إهتزاز ثقته بنفسه ،لذلك يجب التركيز على إحساس الطفل و شعوره  أولاً وكذلك حسن الإصغاء إليه لتحديد المشكلة الحقيقية التي يمر بها الطفل .

الحل السحري الذي تتضمنه عبارة حتى الآن
الحل السحري لتعديل نظرة الطفل السلبية تجاه نفسه يكمن في عبارة حتى الآن ،عادة ماتجد الأم نفسها عاجزة أمام رؤية الطفل لنفسه من منظور سلبي ،وحديثه الدائم عن عدم قدرته على القيام بأشياء عديدة بمفرده ،و لكن هناك حل سحري قد يساعد العديد من الأمهات في هذا الشأن ،في المرة القادمة التي يخبرك طفلك فيها أنه غير قادر على القيام بشيء معين دون أن يجرب حتى ،أكملي له جملته بجملة حتى الآن ،فهو غير قادر لأنه لم يجرب وإذا جرب وفشل فيمكنه المحاولة مرة أخرى ،أخبري طفلك أن الكبار الذين يقومون بأشياء صعبة للغاية ،تعلموا كيفية فعلها ، وتدربوا أكثر من مرة حتى أتقنوها بالطريقة التي هم عليها الآن ،حتى ماما عندما بدأت تعلم القراءة لم تكن بارعة كما هي الآن ولكن التجربة والممارسة هما العاملان الأساسيان اللذان ساعداها على التعلم .

حقاً ان اضافة كلمة حتى الآن يجعل الطفل يتصور نفسه في المستقبل وقد أنجز إحدى المهام التي كان يظن نفسه عاجزاً عن القيام بها ، في هذه الحالة سيشعر طفلك بالتعاطف معه والإهتمام به ،على الأم ألا تفوت هذه الفرصة وتنمي مهارات حل المشكلات لدى طفلها فتسأله عن طريقه حل المشكله التي تواجهه ،أو عن طريقة أخرى لفعل شيء معين يعجز الطفل عن القيام به ،وستجد حالة الطفل قد تحولت من طفل غاضب وغير مقبل على المحاولة إلى طفل يجرب ولا يستطيع  فيحاول مرة أخرى .

إنها ليست عصا سحرية قد حولت الطفل ،و لكن تحويل نظرة الطفل السلبية لنفسه هى التي أدت الى هذه النتيجة  فغيرت تفكيره ونظرته لنفسه ، جعلته مقبلا على المحاولة والتجربة ،كذلك جعلت منه شخصا يقبل الفشل ويدرك أنه بالمحاولة والتجربة سيكتسب مهارات تمكنه في النهاية من إتقان الأشياء التي يسعى اليها .

أهمية دور الأم في بناء شخصية أبنائها
إن بناء شخصية الطفل هو مهمة صعبة للغاية ،فالتعامل مع الأطفال نفسه قد يشكل أزمة للبعض ،لكن إذا كانت الأم على درجة من الوعي فعليها أن تعرف أن بناء شخصية إبنها يعتمد في الأساس على ماقامت هى بتعليمه إياه ،و مابذلته من مجهود في سبيل بناء شخصية الطفل بالتأكيد سينعكس و يظهر في المستقبل على شخصية الشاب الكبير الذي سيواجه المشكلات بدلاً من أن ينسحب وينأى بنفسه بعيداً عن المواجهة ،أو يرمي بمسؤلياته على والديه أو من ينوب عنه .

إلى كل أم اجتهدي قدر المستطاع في تربية صغارك فالمجتمع أمانة بين يديك ،لا ينقصه أعباء جديدة .